أكّد عبد الله ساعف، الوزير السابق للتعليم وأستاذ التعليم العالي، أن النقاش حول التعليم في المغرب تُهيمن عليه نظرة سوداوية، سواء من قبل التيارات اليمينية أو اليسارية، مشيرًا إلى أن "الكل ينتقد وضعية التعليم ويراه في أسوأ حالاته، ويُجمع على فشل المنظومة"، وهو ما اعتبره نوعًا من الخطاب الأزموي المستمر منذ سنة 1956، أي منذ فجر الاستقلال.
وأوضح ساعف، خلال الندوة الفكرية التي نظمتها أكاديمية المهدي بن بركة للدراسات الاجتماعية والثقافة العمالية، حول موضوع "المسألة التعليمية بالمغرب"، يوم السبت 10 ماي 2025، بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء، على أن "هذا الخطاب المتشائم حول أزمة التعليم ليس جديدًا، بل هو قديم ومتكرر"، مؤكداً أنه لا يتفق مع هذه المقاربة السلبية التي تعمّم الفشل وتُغفل ما تحقق من تطورات، مضيفًا أن "بعض السياسيين استغلوا خطاب أزمة التعليم لتحقيق مكاسب سياسية وترقٍّ داخل المشهد الحزبي".
وشدّد الوزير السابق على أن "المدرسة ليست مسؤولة عن حل كل مشاكل المجتمع، بل وظيفتها الأساسية تظل بيداغوجية وتعليمية، ولا يمكن تحميلها ما لا طاقة لها به".
وانتقل ساعف إلى المحور الثاني من مداخلته، حيث طرح سؤالًا محوريًا: "هل يمكن أن تتغير المدرسة بين عشية وضحاها؟"، ليجيب بنفسه: "لا".وأبرز أن "التفكير في تغيير جذري شامل لمنظومة التعليم فيه الكثير من الطوباوية"، موضحًا أن "الإصلاح لا يتم دفعة واحدة، بل يأتي عبر موجات متفرقة، وكل مرحلة زمنية تركز على شق معين ومستوى محدد داخل المدرسة العمومية".