Monday 28 April 2025
كتاب الرأي

كمال السعيدي: حظ موفق أستاذ بنكيران ..

كمال السعيدي: حظ موفق أستاذ بنكيران .. كمال السعيدي
يعتقد بنكيران أن رئاسة الحكومة انتزعت منه انتزاعا وأن بإمكانه استعادة منصبه بعد الإنتخابات المقبلة وهذا ما يفسر عودته المظفرة إلى قيادة الحزب ..

تبقى هذه الأمنية بعيدة المنال لمن يعرف تعقيدات الوضع السياسي في بلادنا ويحتاج الرجل إلى معجزة لكي يعود مجددا إلى رئاسة الحكومة ..
مبدئيا يحق لبنكيران العمل على تحقيق هذا الهدف المشروع ولكن عليه أولا أن يعالج القضايا التالية :

- القضية الأولى هي التماسك الحزبي .. لقد فقد الحزب جزء من قيادات الصف الأول وفقد جزء مهما من قاعدته الحزبية قدرها بنحو 20 ألف عضو غادرت الحزب وفقد جزء كبيرا من قاعدته الناخبة بسبب التطبيع أساسا .. بدون معالجة هذا الأمر كيف يتصور بنكيران أن يحتل حزبه الصدارة في الإنتخابات ؟؟ الوضع مختلف نوعيا عن السابق..

- القضية الثانية .. على افتراض حصول الحزب على ما يؤهله لتصدر الحكومة من يضمن لبنكيران أن يتم تعيينه دون سواه ؟ تعيين العثماني خلق السابقة التي تجعل الملك غير ملزم بتعيين الأمين العام للحزب الفائز بالضرورة في منصب رئاسة الحكومة .. بمعنى قد يفوز الحزب ولا ينصب بنكيران ..

- القضية الثالثة .. تتعلق بقدرة الحزب في حال تنصيب أمينه العام على بناء تحالف حكومي .. لقد قطع بنكيران علاقته بأهم الأحزاب التي سيحتاجها لتشكيل فريقه الحكومي وناصبها الخصومة والعداء من الآن .. كيف سيعالج هذه المشكلة في حال رفضت هذه الأحزاب التحالف معه ؟؟

- القضية الرابعة .. على افتراض اجتياز بنكيران لكل هذه الحواجز سيجد نفسه مجددا أمام تحدي التعامل مع مسألة التطبيع الذي جعل من مناهضته شعارا مركزيا لحملته في المؤتمر .. يحسن الرجل اللعب على الحبال والكلمات كما فعل مؤخرا بدعوته إلى مصالحة الكيان الغاشم مع الفلسطينيين ولكن لكل لعب حدودا ومجالا .. فكيف سيتصرف ؟؟
- القضية الأخيرة .. تتعلق بالمصداقية السياسية تجاه الدولة .. هل يرى بنكيران في نفسه رجل الدولة الموثوق الذي يمكن بعد كل الذي جرى أن يؤتمن على تدبير مراحل وقضايا حساسة تتعلق بالمصالح الكبرى للوطن أو باستقرار النظام السياسي الذي يدعي الدفاع عنه ؟؟ أم أن الصورة التي تنظر إليه بها الدولة اليوم هي صورة الشعبوي والسياسي الذي يفشي للعموم أسرار المجالس الخاصة . والمتناقض الذي يدعي خدمة النظام والولاء للملكية ولكن يصل به الأمر أحيانا إلى درجة الابتزاز وتوجيه التهديد المبطن والمعلن للدولة ..

عندما يجيب السيد بنكيران على هذه الأسئلة مع نفسه أولا يحق له بعدها أن يحلم بما شاء لأنه لا يأس مع الحياة ..