شرعت جريدة "أنفاس بريس" في نشر حلقات تهتم بمجال التربية والتكوين، من إنجاز فاطمة الزهراء حجي وهي أستاذة وكوتش مدرسي تخصص توجيه مدرسي، ولديها دكتوراه تخصص علم النفس المعرفي.
الحلقة الثالثة: التعليم بين التفاعل الإنساني والتحدي التكنولوجي
إن التعليم شعلة تنير دروب العقول، وجسر يصل الإنسان بذاته وبالآخرين، تُغرس به بذور المعرفة لتنمو أشجار الحكمة، ويُبنى به المستقبل!.
إن التعليم عملية منظمة تهدف إلى نقل المعارف والمهارات والقيم من جيل إلى آخر، من خلال التفاعل بين المعلم والمتعلم باستخدام وسائل وأساليب بيداغوجية محددة، لتحقيق أهداف تربوية محددة تتماشى مع حاجات المجتمع والفرد.
يعد قطاع التعليم قلب الأمة النابض، ومرآة تطورها، به تُبنى العقول وتُصقل النفوس، وهو المجال الذي يزرع الأمل في حقول الأجيال الصاعدة.
هو منظومة المؤسسات والسياسات والموارد التي تُعنى بتقديم الخدمات التعليمية على مختلف المستويات (ابتدائي، إعدادي، ثانوي، جامعي وتكويني)، ويشمل الوزارات المعنية، المدارس، الجامعات، الكوادر التربوية، والمناهج.
غير أن هذا القطاع في بلادنا يعيش مشاكل جمة و إكراهات كثيرة نذكر من أهمها:
1- التحديات التربوية والبيداغوجية:
- خطر التلقين الآلي:
- خطر التلقين الآلي:
مع توفر أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي (مثل ChatGPT، التطبيقات التعليمية...)، فقد يُصبح المتعلم معتمداً على "الأجوبة الجاهزة" بدل أن يُنمّي مهاراته الفكرية والتحليلية.
- فقدان التفاعل الإنساني:
التعليم ليس مجرد نقل معرفة، بل هو علاقة تربوية إنسانية، والذكاء الاصطناعي لا يمكنه تعويض الدور العاطفي والوجداني للمعلّم.
التعليم ليس مجرد نقل معرفة، بل هو علاقة تربوية إنسانية، والذكاء الاصطناعي لا يمكنه تعويض الدور العاطفي والوجداني للمعلّم.
- التمييز بين المعرفة الحقيقية والمحتوى المولد: كيف نضمن أن ما يتعلمه الطالب أصيل وعميق، وليس مجرد محتوى سطحي مُولد من خوارزميات؟.
2- التحديات التكنولوجية:
- عدم تكافؤ الفرص: ليست كل المدارس أو المدن تملك نفس البنية التحتية الرقمية أو إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يزيد من الفجوة بين المتعلمين.
- عدم تكافؤ الفرص: ليست كل المدارس أو المدن تملك نفس البنية التحتية الرقمية أو إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يزيد من الفجوة بين المتعلمين.
- أمن البيانات وخصوصية الطلاب: استخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب بيانات شخصية، ما يُثير تساؤلات حول حماية هذه البيانات واستخدامها.
- الاعتماد المفرط على التكنولوجيا: هذا قد يُضعف المهارات اليدوية، القدرات الذهنية الطبيعية (مثل الحفظ، الحساب الذهني، الخيال...).
3- التحديات المتعلقة بالمعلمين:
الحاجة إلى تكوين مستمر: المعلمون بحاجة لتعلم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتكييف ممارساتهم معها، وهو تحدّ كبير في ظل ضغط العمل وضعف الموارد.
إضافة إلى الخوف من أن يُستبدلوا بالتكنولوجيا يوما و تصبح المدرسة رقمية كلية أو فتح المجال لاختيار التدريس عن بعد أو التدريس في المنزل "Homeschooling" لذلك وجب الأخذ بزمام الأمور و الحزم في التصدي لهذه الإكراهات لكي نتفادى كارثة علمية تعليمية تلوح في الأفق خصوصا مع توالي برامج الإصلاح و لكن دون قيمة مضافة في الميدان و على أرض الواقع.
فكيف في نظركم يمكن أن نساعد كل من مكانه و دوره الاجتماعي في الرقي بالمنظومة التعليمية التعلمية في المغرب؟
