الاثنين 7 إبريل 2025
فن وثقافة

الراحل الحيحي يعود الى باريس في مهرجان الكتاب بالعاصمة الفرنسية

الراحل الحيحي يعود الى باريس في مهرجان الكتاب بالعاصمة الفرنسية شهد مهرجان باريس للكتاب تقديم كتاب "محمد الحيحي.. ذاكرة حياة" بحضور فعاليات ثقافية وحقوقية
قال جمال المحافظ الكاتب والصحفي، إن تقديم كتاب " محمد الحيحي .. ذاكرة حياة "، في مهرجان باريس للكتاب المنظم ما ببين 11 و13 أبريل الجاري، بحضور عدد من الشخصيات والفعاليات الثقافية والحقوقية والسياسية، والتربوية و الجمعوية والإعلامية، يشكل مساهمة في استعادة لذاكرة بفرنسا التي كان يزورها بانتظام، خاصة للاطمئنان على أسرة المهدي بن بركة الصغيرة، وفاء وعرفانا لرفيقه وصهره الشهيد، وللتواصل مع الشخصيات الوطنية المغربية المقيمة بفرنسا وفعاليات فرنسية تقدمية كانت له علاقة بها خلال مرحلة الكفاح الوطني، وبناء المغرب الجديد بعد الاستقلال.
 
وأوضح جمال المحافظ الذي حل ضيفا في برنامج " حديث المدينة" الذي يعده ويقدمه الإعلامي والشاعر سعيد كوبريت على أمواج إذاعة طنجة، أن تقديم مؤلف " محمد الحيحي .. ذاكرة حياة" الذي أنجزه رفقة الفاعل الحقوقي عبد الرزاق الحنوشي، يشكل في حقيقة الأمر كذلك فرصة لتسليط الضوء على جوانب أخرى من مسارات المجتمع السياسي والمدني خلال مرحلة دقيقة من تاريخ المغرب، والأدوار المطلوب أن يقوما بها في المرحلة الراهنة التي تعرف تحولات متسارعة، وتطرح أسئلة ذات راهنية، فرضتها المتغيرات على الساحتين الوطنية والدولية .
 
ولدى حديثه عن الكتاب الواقع في أزيد من 400 صفحة من القطع المتوسط، والصادر عن دار النشر " فاصلة" بطنجة، توقف جمال المحافظ، عند المحاور الرئيسة لهذا المؤلف الذي يتضمن قسمين، أولهما بالمسار وثانيهما الامتداد، يركزان على الأدوار الطلائعية التي اضطلع بها الراحل في الميادين السياسية والحقوقية والجمعوية والتطوعية والتضامنية والتربوية والإنسانية مذكرا بأنه محمد الحيحي كان رجل وحدة بامتياز، ومدافعا شرسا عن قضايا الطفولة والشباب وحقوق الإنسان، وعن قيم التطوع والمواطنة، مساهما في كل المبادرات الرامية إلى توحيد الحركة السياسية والتربوية والحقوقية، ذات الماضي والأفق المشترك .
 
مسار محمد الحيحي ( 1928 – 1998 ) يختصر تاريخا طويلا، يتمحور في ثلاثة مجالات رئيسة، تتعلق بالتربية والسياسة و حقوق الانسان وهي ميادين لعب فيها بدور هام خاصة منها مجال الحركة الجمعوية التطوعية، التي ساهمت في عملية التنشئة الاجتماعية لأجيال متنوعة، وفي ترسيخ قيم التربية على المواطنة وحقوق الانسان، كما يؤكد جمال المحافظ الذي كان عضوا بالمكتب المركزي للجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ التي كان رئيسها محمد الحيحي.
 
من بين عناوين فصول كتاب " محمد الحيحي .. ذاكرة حياة" ، " الزوج والأب والمناضل » و" الأخلاق في السياسة" و"رائد حقوق الانسان" و" رجل الوحدة بامتياز" و"الجمعية المغربية لتربية الشبيبة: المدرسة والمؤسسة ". وفي القسم الثاني من المؤلف هناك 50 شهادة لشخصيات وفعاليات سياسية وحقوقية وجمعوية، تستحضر فيها، خصاله ومواقفه. كما تتوقف هذه الشهادات عند أبرز المحطات من حياة محمد الحيحي.
 
الكتاب مساهمة في تحويل ما خلفه الراحل من تراكم إيجابي قد يكون ملهما للأجيال الصاعدة ، خاصة وأن الفضل الكبيريعود للحيحي إلى جانب آخرين، في تأسيس عدد من الهيئات المدنية في مقدمتها، الجمعية المغربية لتربية الشبيبةAMEJ في سنة 1956 و سنة 1979، الجمعية المغربية لحقوق الانسان التي تولى رئاستها ما بين سنوات 1989 و1992، واتحاد المنظمات المغربية التربوية سنة 1991، علاوة على مساهمته في احداث لجنة التنسيق ما بين الجمعية المغربية لحقوق الانسان والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي توج بالتوقيع على الميثاق الوطني لحقوق الإنسان سنة 1990 من طرف خمسة منظمات حقوقية.
 
ويتضمن القسم الثاني من الكتاب، 50 شهادة لشخصيات وفعاليات سياسية وحقوقية وجمعوية مرموقة، منهم عبد الرحمان اليوسفي، الفقيه البصري ، محمد اليازغي، عبد الرحمان بنعمرو وعبد الواحد الراضي وعبد الواحد الراضي والبشير بن بركة وأفراد من أسرة الحيحي آخرون...وباعتباره فاعلا رئيسيا في المجتمع المدني، وأستاذ المدرسة التطوعية بالمغرب بمفهومها النبيل، وجد الحيحي في المجال الحقوقي ملاذا آخر لتجسيد قناعاته بدولة الحق والقانون، متمسكا بخياراته الإنسانية و المبدئية تنظيرا وممارسة، وهو ما جعل المنظمة الحقوقية العالمية لحقوق الانسان هيومان راتس ووتش (Human Rights Watch)، تبادر سنة 1991 الى تكريمه في حفل كبير في مدينة نيويورك الأمريكية.
 
تجدر الإشارة إلى أن كتاب " ... ذاكرة حياة "، من منشورات " حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي"، وصمم غلافه الإعلامي والجمعوي رضوان الورديغي، سيتم تقديمه السبت 12 أبريل الجاري على الساعة 16.00، بجناح المغرب، ضيف شرف مهرجان الكتاب بباريس.