الأربعاء 19 فبراير 2025
كتاب الرأي

سعيد جعفر: خطاب "المعارض" نزار البركة

سعيد جعفر: خطاب "المعارض" نزار البركة سعيد جعفر
خطاب المعارضة الذي نهجه الوزير والعضو في التحالف الحكومة نزار البركة سبقه في خمس سنوات السابقة خطاب بنكيران رئيس الحكومة المسير والمعارض في نفس الوقت.
 
هذا الخطاب المزدوج يترجم واحد من اثنين، إما أن الحكومة مأزومة أو المعارضة مأزومة. إما أن الحكومة لا تقوم بدورها وتتحول إلى المعارضة، أو أن المعارضة ضعيفة وتضطر الحكومة إلى الحلول محلها.

في جميع الحالات هناك خلل، إما في الحكومة أو المعارضة، ودرجة الخلل متفاوتة، خلل الحكومة ينتج ضعف السياسات العمومية وتضرر الناس، وضعف المعارضة يعني تغول الحكومة وتضرر الناس.
 
لنعد الآن لخطاب معارضة  البركة موضوع التدوينة.
أهم ما جاء فيه هو حديثه عن هوامش الربح الواسعة للشركات وآثارها على الاقتصاد والقدرة الشرائية.
على خلاف كثيرين الذين رأوا في خطاب البركة شعبوية ومزايدة وبؤسا سياسيا، رأيي الشخصي عكس ذلك.
نزار البركة يعرف ما يقول ولمن يتوجه، فالرجل ذو مصداقية لدى صناع القرار وكلامه مسموع على عكس زعماء آخرين، فهو اقتصادي ورئيس سابق لمؤسسة استشارية اقتصادية واجتماعية كبيرة، ورئيس سابق لرابطة الاقتصاديين ورجال الأعمال بحزبه، وهو غير غريب عن عالم المال والأعمال سواء من ناحية عائلته أو شركاته وهو رئيس لحزب يضم عددا كبيرا من رجال المال والأعمال وأصحاب الشركات.
 
نزار البركة شغل منصب وزير المالية وهو يعرف جيدا عالم الشركات وما توفره الحكومات للشركات من تفضيلات وامتيازات ضريبية.
لماذا اذن تكلم نزار البركة؟ ولماذا ركز على هوامش الربح للشركات؟
 
نزار البركة يقصد بالضبط شركات أخنوش وأصحابه في الحكومة وخارجها، ورغم أنه عضوا في الاغلبية الحكومية التي تجمعه بهم فهو لم يستطع فعل شيء من الداخل فخرج يفضح المنتفعين من الخارج.
يبدو الأمر على أنه مرتبط بالانتخابات وهو شيء صحيح، لكن ما قاله نزار أكبر من الانتخابات وهو موجه لأصحاب القرار أكثر من الشعب.
 
بزاااف على رباح..بزاف على هوامش ربح..المواطن مغاديش يبقى يقدر يشري الدجاج والماكلة.
بصريح العبارة نزار وزير التجهيز دابا والمالية سابقا ومستشار الدولة في المسائل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من بوابة المجلس، وممثل البورجوازية المحافظة (الوطنية) يقول:
حذاري من إضعاف الدولة من طرف البورجوازية الليبرالية.