الخميس 21 نوفمبر 2024
اقتصاد

الدكتور أنور الشرقاوي: اختراع أدوية جديدة في العالم وتاريخ إدخالها إلى المغرب

الدكتور أنور الشرقاوي: اختراع أدوية جديدة في العالم وتاريخ إدخالها إلى المغرب الدكتور أنور الشرقاوي
إنّ تاريخ الطب حافل بأمثلة من الأدوية الثورية، التي اكتُشفت في مختبرات غربية، أميركية وأوروبية على وجه الخصوص، وقد غيّرت هذه الأدوية حياة الملايين.

في هذا المقال، نقدّم بعض الأمثلة البارزة ونسلّط الضوء على الفترات الزمنية التي استغرقتها هذه الابتكارات لتصل إلى المغرب.

1- الأنسولين ( 1922)
تم اكتشاف الأنسولين عام 1922 على يد فريدريك بانتينغ وتشارلز بست في كندا، وكان أول علاج فعّال ضدّ مرض السكري.

وصلت الأنسولين إلى المغرب في الثلاثينيات من القرن الماضي وتم توزيعها في مستشفيات الدار البيضاء والرباط.
غير أن الحصول على العلاج ظلّ محصورًا في المدن الكبرى حتى الاستقلال عام 1956، وبعدها توسع تدريجيًا ليصل إلى المناطق المستوصفات القروية.

2. البنسلين (1928)
على الرغم من أن ألكسندر فليمينغ اكتشف البنسلين عام 1928، إلا أن إنتاجه بكميات كبيرة بدأ في عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة وأوروبا، مما أحدث ثورة في علاج الالتهابات البكتيرية وخفض معدل الوفيات بشكل كبير.

تم إدخال البنسلين إلى المغرب في أواخر الأربعينيات تحت نظام الحماية، ولم يصبح متاحًا على نطاق واسع إلا بعد الاستقلال.


3. لقاح شلل الأطفال (1955)
تم تطوير لقاح شلل الأطفال عام 1955 على يد الدكتور جوناس سولك في الولايات المتحدة، مما مكن من السيطرة على هذا المرض الذي كان يسبب شللًا ويهدد حياة العديد من الأطفال.

أدخل المغرب اللقاح في الستينيات. وانتظر المغرب حملات التطعيم الوطنية في أواخر الثمانينيات، لكي يتمكن من القضاء على شلل الأطفال على أراضيه.

4- حبوب منع الحمل (1960)
طوّر الدكتور غريغوري بينكس أول حبوب منع الحمل في الولايات المتحدة عام 1960، مما أحدث ثورة في الصحة الإنجابية ومنح النساء القدرة على التحكم بالولادات.

وصلت هذه الحبوب إلى المغرب في السبعينيات وواجهت بدايةً بعض التحفظات الثقافية والسسيولوجية، لكنها انخرطت تدريجيًا في برامج الصحة العامة، مما أتاح للنساء في المغرب، خاصةً في المناطق القروية، حيث كانت العائلات كبيرة العدد، فرصة أفضل للتحكم بصحتهن الإنجابية.

5 - مضادات الفيروسات للوقاية من الإيدز ( 1987)
تمت الموافقة على أول مضاد للفيروسات لعلاج الإيدز (AZT) في عام 1987 في الولايات المتحدة، وتبعته أدوية أخرى حوّلت الإيدز من مرض قاتل إلى حالة مزمنة.

بدأ المغرب في التسعينيات بإدماج علاجات مضادات الفيروسات في برامجه الصحية، وأطلق في عام 2003 خطة وطنية لتوسيع الوصول إلى هذه الأدوية، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للإصابة ( الشاذين جنسيا، عاملات الجنس......) .

توضح هذه الأدوية كيف أن الوصول إلى الابتكارات العلاجية يعتمد على السياق الاقتصادي واللوجستي المحلي. وبفضل الشراكات الدولية وتطور البنية التحتية الصحية، تمكّن المغرب على مرّ العقود من تقليص هذه الفجوات الزمنية وتقريب العلاجات الحديثة لمواطنيه.