الاثنين 11 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

نادية واكرار: واستوت التفاهة على عرش الوجود

نادية واكرار: واستوت التفاهة على عرش الوجود نادية واكرار
سياسة العبث... مجالس سفهاء تعتلي عرشها التفاهة.... نهب الثروات و انتحال صفة ذلك المنقد المرشد بينما هو عبد الشر و الخراب و حقن الفتن بين الشعوب والقبائل... اشباه رجالات تقاتل من أجل الخلود لأجل اعتلاء السفوح و طمعا في مجد ابدي و رغبة في اشباع حاجاتهم المازوشية والميزانية في التحكم في الاخر والاستيلاء العى منابع مستدامة تمدهم بوابل من الثروات و الجاه والسلطنة....نمادج تتكاثر كما الفيروسات، فتكتسح الاخضر و اليابس كما الطوفان بينما هي مجرد خليط من التفاهة و الجحود والسادية... حالات مستعصية كمثل العاقل الأحمق و الذي يتباها بحكمته والأحمق المتسلط الذي يدعي نبوءة سليمان فيستقيم على كرسي القيادة كما السادة الكرام ..ذلك الأمر الناهي الذي غالبا ما لا يأبه به اي كان من العقلاء ..فلا يسمن وجوده وتواجده الا سفيها مثله...
حالات مستعصية تثير الاشمئزاز و الغضب بينما يرقد البقية من اهل الحكمة والرزانة بعيدا عن شاشات الخزي والعقار ...يتخلطوم بين امل التغيير و الاعتراف بالذات.. يترددون حاملين شعاراتهم وراء ظهورهم خوفا من عدوى الجهل اكثر منه من جبروت وانتقام قوم عاد ولوط...

من خلال هذا المشهد المسرحي الارتجالي، يبدو العقلاء من خلاله مجانين و غرباء، يبحثون عن منطق في حوار غير منطقي و لاعقلاني. وعن امل حيث انعدم العلم، والمسؤولية....

لقد اصبحنا فعلا ، في زمن يتحدث فيه الحمقى ببلاغة فارغة لا طائل منها فتقودهم مصالحهم الشخصية وجشعهم الأعمى نحو الطمع في ابسط تفاصيل الحياة، مدعيين البصيرة والحكمة... فلا يبخلون بنشر جهاهم ولا يترددون في اتخاد قراراتهم العبتية.... يعتلون كل المنابر كما القردة من إعلام و سياسة وترفيه وضحك على الدقون ...
تحول وللأسف المجال السياسي إلى ساحة مليئة بالأقنعة و العشوائية و الطغيان والكلمات الجوفاء.... لأجواء محتقنة بلغة الحقد و الشر....من طغيان اصحاب القرار و المسؤولين الذين يكتسون أردية من الأناقة السياسية و يتحدثون عن الإصلاح والتغيير والجيل الجديد ... أقنعة لا يهم اي كان لونها!!!!!
ادوار تتكرر وتتبادل بينهم في حين يغدو الباقين غارقين في الفساد والمحسوبية مستسلمين ...
ملحمة تزف لهؤلاء السفهاء مجدهم و تتمن مجهوداتهم بكل تواضع وثقة ...
لقد تربعت التفاهة على عرش الوجود... وامتلئت المنابر باشباه السياسيين الذين يتحدث عن "مصلحة الشعب" و"الإصلاحات العميقة" ... في حين ، تتكرر التفاصيل والمشاهد فتنزلق أفعالهم نحو نفس المنحدر القديم: الوعود الكاذبة، المشاريع التنموية الورقية والمتعثرة...
العاقل في هذا المشهد يبقى استثناء... فيرى الحقيقة، غير أنه محاصر بين جدران اللامبالاة العامة وسخرية الجميع...التي ترافق أي محاولة للتغيير الجاد. بينما الأحمق القائد، يقود الحشود بشعارات براقة وأحلام واهية، اما الوضع فيزداد سوره سوءا على سوء.