الخميس 3 أكتوبر 2024
كتاب الرأي

محمد عزيز الوكيلي: سيكولوجية العبث عند أمين عام العدالة والتنمية!!

محمد عزيز الوكيلي: سيكولوجية العبث عند أمين عام العدالة والتنمية!! محمد عزيز الوكيلي
كلُّنا شاهد السي عبد الإله بنكيران وهو يغازل إيران ويصفها بكونها "محوراً للمقاومة" (!!!) وهو المتأسلم السّنّي الغارق في "دباديب" الشيعة، او بالأحرى، ذو الهوى الفارسي غيرِ الباديةِ حقيقتُه للعيان، في انتظار ظهور حقيقة هذا الموقف في يوم من الأيام!!
 
هذا السي عبد الإله، خرج منذ أيام قليلة يتباكى على مقتل حسن نصر الله، دون باقي أهل السنة، الذين يعلمون حق العلم ما فعله نصر الله وحزبه الشيطاني وباقي أذرعه المسلحة بأهل غزة، ولبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، وليبيا... والبقية آتية لأن إيران لن تهنأ إلا بعد إصابة عموم البلدان العربية في مقتل، وكل المنتمين منها إلى المذهب السّنّي بشكل خاص، ولن يهدأ لها بالٌ إلى بتحقيق حلمها الفاضح باستعادة مجدها الآفل، المتمثل في خريطة بلاد فارس يوم كانت تقتسم بقاع المعمور بينها وبين الروم، قبل أن يأتي المسلمون ليُوقِفوا تَوَسُّعيتَهما معاً ويَردّوهما إلى حجمهما الراهن... فما الذي يريده السي عبد الإله بنكيران إذن؟! 
هل يرغب في فتح فروع "لحزب الشيطان" أو للحرس الثوري الإيراني بالمغرب؟!
أم هل يرغب في التمتع بدفعة معنوية، وربما أيضاً مادية، يستعين بها على استرداد بعض ما ضيّعه حزبُه خلال العشرية الباهتة، التي صعد فيها إلى سُدّة السلطة التنفيذية تحت شعار "صوتُك فرصتُك ضد الفساد"، ليعمل أثناءها على تخريب صندوق المقاصة، وليعفوَ خلالها عن رموز الفساد والإفساد تحت شعار "عفا الله عما سلف"، دون أن يُقدّمَ أيَّ بديلٍ يُذكَر، أو يبررَ ذلك العفو الغريب والباطل، لأنه عفوٌ عن تبديد أموال ليست أموالَه هو، ولا أموالَ حزبِه، بل هي أموالُ الشعب ومقدَّراتُه، والشعب كان قد منحه فرصتين اثنتين من أجل التصحيح، ومن أجل استرجاع الأموال المنهوبة لا للتنازل عنها والعفو عن ناهبيها من لصوص المال العام!!
 
هل يريد السي عبد الإله أن يستميل الشيعة المغاربة، رغم قلتهم القليلة، بغرض ضمّهم إلى حزبه بعد أن فقد ذلك الحزب ريشه وانكسرت مخالبُه وأنيابُه من جراء فشله في تدبير تلك العشرية المشؤومة؟!
ألم يَكْفِ السي بنكيران أنه انضم إلى عبدة الكوفية، معتبراً نفسه فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين، وإلى أبواق الجارة الشرقية الحقودة، مندداً معها بما يسمّيه تطبيعاً مع إسرائيل، ناسيا أو متناسيا بأن أمين عام حزبه السابق، سعد الدين العثماني، هو الذي وقع باسم المغرب، وبين يدي جلالة الملك، على البيان المشترك بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل، وهو البيان الذي وطّأ ومَهّدَ لإبرام اتفاقية أبراهام الثلاثية، التي يتباكى السي عبد الإله ضدها، وأنه، أي السي عبد الإله، كان آنئذ بالعاً لسانه وراضيا مرضياً، بينما كان شغله الشاغل آنئذ، والله أعلم، أن لا يخرج خالي الوفاض من عشرية حزبه الملتبسة، ولذلك عمل كل ما في وسعه للحصول على منحة مالية مستديمة، مع الاحتفاظ إلى غاية يومه بكل الامتيازات التي كان يتمتع به عند رئاسته للحكومة في ظل دستور 2011، من راتب شهري، وسيارة فارهة، وحراس لشخصه، وعسس رسمي بباب فيلته، وما خفي لا يعلمه إلا الله!!
 
رغم كل هذا، يحرص السي بنكيران على الخروج علينا بين اليوم والآخر بفذلكات كلامية غريبة وغير مفهومة لأنها تتناقض مع كل ما سلف ذكره من الصمت المطبق والدال على الرضا، ومن الامتيازات، التي تبدو والحالة هذه غير مستحَقة!!
 
أم هل يريد السي عبد الإله أن يختلف في منحاه عن كل المغاربة عملا بمبدإ "خالف تُعرَف"، ولو أن هذا المبدأ يأخذ في هذه الحالة البنكيرانية منحىً مختلفاً كل الاختلاف عن دلالاته الأصيلة؟!
 
نهايته، لقد انفضحت اللعبة الإيرانية، كما أكدتُ ذلك في مقال سابق، واتضح للعالم أن خاميناي والملالي ومخابراتهما وحرسهما الثوري ليسوا سوى كراكيز بين أيدي قوى عظمى تحركهم وتوجههم حيث تشاء، وقد اتضح للعالم أيضا أن الذين يحرّكون إيران ويوجّهون دِفّتَها اقتضت إرادتهم أن تتخلى هذه الأخيرة عن أذرعها المسلحة في غزةَ ولبنانَ وسوريا، وفي مَواطِنَ أخرى قادمةٍ لا محالة... فعلى من يريد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ان يُحسَب بعد كل هذا الافتضاح الإيراني؟!
 
تُرى هل هناك أذرع جديدة ستُنشئها إيران في مناطق أخرى، في سياق لعبة أخرى قادمة، وأن "ظاهرتنا الصوتية" العتيد يريد ان يأخذ له مكاناً مُعتبَراً فوق رقعتِها... أم ماذا؟.. ذاك هو السؤال!!!
محمد عزيز الوكيلي،  إطار تربوي