بلاغ الديوان الملكي اليوم بخصوص مراجعة مدونة الأسرة يسير في اتجاه البناء المؤسساتي للدولة، حيث كل مؤسسة تحترم اختصاصها ولا تتجاوز حدود هذا الاختصاص...لقد حسم الملك النقاش ووضع حدا لاستمرار المزايدات في هذا الورش المجتمعي الهام، ومارس مهام الإمامة العظمى بصفته أميرا للمؤمنين المؤتمن على حماية بيضة الدين واستقرار البلاد...
فعندما انهت اللجنة المكلفة بالمراجعة مهامها وأودعت تقريرها لدى ديوان الملك لينظر فيه، أحاله إلى المجلس العلمي الأعلى للبث فيه، على اعتبار وجود علاقة لبعض المواد المعنية بالمراجعة بنصوص الدين، الشيء الذي يفترض استصدار فتوى بخصوصها من مجلسنا الأعلى، اقتداء بتوجيهات جلالته الداعية دائما إلى اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء، مع احترام ضابط عدم السماح بتحليل حرام ولا بتحريم حلال...
أرجو أن يلتقط السادة العلماء هذه الإشارات، من أجل مدونة حديثة، منفتحة، مسايرة لروح العصر ولكنها متصالحة مع قيم المجتمع وغير متجاوزة لنصوص ديننا الحنيف.