ساحة 3 مارس من الفضاءات القليلة جدا بوزان التي تستقبل زوارها وخصوصا من الأطفال والنساء ، لتزجية الوقت بمدينة ، بعد أن زحف الإسمنت الذي تفوح منه رائحة الفساد الذي أدار عجلته لعقود من رقصوا على المبدأ الحقوقي " ربط المسؤولية بالمحاسبة" ، (زحف) على الكثير من أحيائها ، فخرجت مشوهة ، يعتدي شكل هندستها البشع على حق العين في أن ترى ما هو جميل ، في مدينة صممها الأسلاف لتكون على مسافة بعيدة من القبح ...أحياء يقتلها التصحر وبالكاد يتسرب إليها الأوكسيجين من بين كواتها ، عفوا أزقتها ... أما أشعة الشمس فتسللها للبيوت إن حصل يتطلب رصد توقيته.... .كل هذا لا ينفي بأن هناك أحياء بدار الضمانة نجت بأعجوبة من قبضة التحالف الانتخابي الإداري الاستغلالي.
الأطفال والنساء الذين يقتلهم ضجر الأحياء حيث يقطنون ، مضطرين كل مساء على تجديد الموعد للقاء بساحة 3 مارس التي رغم ضيق فضائها فإن عليها ما يستحق الحياة.
الساحة المذكورة التي تعرضت للإهمال لفترة معينة، ولأن موقعها في واجهة أهم شارع بالمدينة ، فقد تقرر ادراجها ضمن ورش تأهيل واجهة المدينة الذي يتعدد الشركاء المكلفين بإنجازه ، وهو ما حصل ، ولكن ليت ما حصل لأن البشاعة طالت أرضية الساحة كما كراسيها !.
إذا كانت الساحة قد تعززت تجهيزاتها بإنارة قوية ، وبلمسة من الجمالية في هندستها ، فإن ما ليس مفهوما هو ، لماذا تم التخلص من الرخام الذي كان يغطي كل أرضيتها وتعويضه بإسمنت مهما تعددت تسمياته يبقى إسمنت بأقل قيمة جمالية من الرخام .
أما الكراسي التي تم دكتها المعاول واستُبدلت بالقبور (الصورة) كما يسميها أهل دار الضمانة ، فقد شكل ذلك اهانة للساكنة ما بعدها اهانة ! بحيث ولا مواطنا(ة) مقيما كان أو زائرا ، نجح في فك شفرة اللغز وراء تثبيت هذا الشكل من الكراسي التي تنتمي لجيل ما قبل التاريخ... ! اسمنت على شكل قبور مطلي باللون البني، مزروع في قلب البقع الخضراء ، عكس ما هو معمول به في كل بقاع العالم!
العصي على الفهم والإدراك هو ، كيف أن مجلس جماعة وزان أغلبية ومعارضة ، ( تصنيف غير مطابق لما هو موجود وتلك قصة اخرى ) أجاز لحامل المشروع وشركاؤه زرع هذه البشاعة في قلب فضاء جميل يعتبر متنفسا يتيما لساكنة أكثر من حي ؟
لذلك احتراما لذوق ساكنة مدينة تجر ورائها تاريخا تليدا يزخر بالإبداع في أكثر من مجال ، فإن أهل دار الضمانة يناشدون صناع القرار على المستوى الترابي (عمالة ومجلسا) سحب كراسي البشاعة من فضاء ساحة 3 مارس ، وتعويضها بأخرى متناسقة مع التجديد الذي حمله مشروع تاهيل الساحة ، رأفة بعيون أهل دار الضمانة العاشقة للجمال في أرقى صوره.
في علاقة بما سبق :
لماذا لم يسارع مجلس الأحياء كآلية من آليات الديمقراطية التشاركية التي أثث بها مجلس جماعة وزان مشكورا ، معماره في شقه المتعلق بالمشاركة المواطنة ، (لم يسارع) بعقد اجتماع للتداول في قصة كراسي تنتمي لجيل من أجيال ما قبل التاريخ ، فيرفع ملتمسا للفاعل السياسي (المنتخب ) بصفته صاحب القرار ، من أجل وضع حد لانتهاك حق ساكنة دار الضمانة في تمتيع عيونها بكل ما هو جميل ؟ بدون تعليق وزمن الولاية الانتخابية كفيل بالجواب !