الخميس 9 مايو 2024
سياسة

الشرقاوي الروداني:  مناورة الأسد الإفريقي تعبير جيوسياسي على أهمية الأمن القومي للمغرب

الشرقاوي الروداني:  مناورة الأسد الإفريقي تعبير جيوسياسي على أهمية الأمن القومي للمغرب الشرقاوي الروداني
قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية، في تصريح لقناة " القاهرة نيوز"، بأن هناك سياقات جيو استراتيجية حول المجال الأطلسي الذي يعتبر الآن مجالا حيويا ومجال ذو بعد استراتيجي في العقيدتين الجيو الاستراتيجية لكل من المغرب والدول الغربية. هذا التصريح جاء على هامش المناورات العسكرية البحرية التي سيجريها المغرب في مياه المحيط الأطلسي، بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية.
 
ودعا الشرقاوي الروداني، الى استحضار السياق السياسي على مستوى البحر الأحمر والبحر الأسود والحرب الروسية – الأوكرانية التي أصبحت تلقي بظلالها على المتغيرات الجيو استراتيجية في مجموعة من الممرات البحرية. وأبرز أن هناك رغبة لدى المملكة المغربية، في تدبير هذا التفكير وهذه المبادرة الاستراتيجية من أجل خلق بيئة آمنة وبيئة استقرار قادرة على تحمل مسؤوليتها في وخلق توازن استراتيجي بين الشمال وجنوب وكذلك المحيط الهندي والهادي .
 
وأوضح أن المجال الأطلسي أصبح  يضم مجموعة من الكابلات الرقمية، وأصبح ممرا تجاريا، ومحور صراع جيو استراتيجي بين القوى الكبرى المتصارعة حول القارة الإفريقية، على اعتبار أن هذه الأخيرة هي قارة واعدة بالنسبة للمجالات الجيوسياسية المرتبطة بشمال البحر الأبيض المتوسط أو الأطلسي، أو المرتبطة بالأمن والاستقرار الدوليين، بالنظر إلى التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء؟ خاصة مع الفراغ الذي طرحه انسحاب البعثات الأممية من شمال مالي وتواجد مناطق ارتكاز ارهابي خطير خاصة في منطقة الحدود بين مالي وبوركينافاسو والنيجر، وهو المعطى الذي يلقي بظلاله على الأمن والاستقرار في المحيط الأطلسي.
 
وقال الروداني إن الدفاعات العسكرية المرتبطة بالبحر أصبحت ذات أهمية  استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وبالنسبة للدول الغربية، حيث ستشارك عدد من الدول الغربية في مناورة الأسد الإفريقي والتي هي تعبير جيوسياسي على أهمية الأمن القومي للمملكة المغربية، بالنسبة للمنتظم الدولي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بمغربية الصحراء الى جانب عدد من الدول الأوروبية.
 
وأضاف بأن  مبادرة انخراط الدول الأفروأطلسية في المجال الجيواستراتيجي للأطلسي التي أطلقها الملك محمد السادس لقيت ترحيبا كبيرا من طرف الدول الأطلسية ومن طرف واشنطن في اجتماع عقد أخيرا في واشنطن، حضرته عدد من الدول الإفريقية والغربية والتي نوهت بهذه المبادرة الملكية .
 
وأشار الروداني بأن المغرب بمعية اسبانيا وأنغولا يترأسان مجتمعين قوات عسكرية وخلية تفكير استرتيجي من أجل وضع استراتيجيات دقيقة على المستوى القريب والمتوسط والبعيد من أجل حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الأطلسي. وهو ما يؤكد أن المغرب أصبح نقطة محورية في معادلات شمال جنوب وفي معادلة جنوب- جنوب بالنظر لدوره الطلائعي في الحفاظ على أمن واستقرار الأطلسي.

وكشف الروداني بأن السنوات المقبلة ستشهد ميلاد مجموعة من المبادرات على المستوى الدولي، والتي ستهم الأطلسي لأهمية الأطلسي في مجموعة من المعادلات الجيو استراتيجية ما بين شمال وجنوب الأطلسي.