الجمعة 3 مايو 2024
خارج الحدود

لحسن العسبي: هل جبهة البوليساريو مسيحية؟

لحسن العسبي: هل جبهة البوليساريو مسيحية؟ الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد يتوسط دونالد ترامب (يمينا) وجيم إينهوف (يسارا)
صدرت مؤخرا الترجمة الإنجليزية لكتاب الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد (من مواليد 1980)، الذي نشره بداية باللغة العبرية سنة 2022 تحت عنوان "سلام ترامب.. اتفاقيات أبراهام وإعادة تشكيل الشرق الأوسط". وهي الترجمة التي نقف من خلالها على فصل مستقل بحيثيات الإتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي تحت عنوان "الصفقة المغربية" به بعض من التفاصيل حول ما وصفه الكاتب ب "أسرار" قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعتراف بمغربية الصحراء.
ما يثير في ما كتبه الصحفي الإسرائيلي هذا، ليس بالضرورة المعلومات المتضمنة في كتابه الذي ينطلق أصلا من حوار صحفي مطول جمعه بالرئيس ترامب بعد انتهاء ولايته وخسارته الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ببيته بميامي. بكل ما قد يحيط بتلك المعلومات من أسئلة تثيرها خلفيات التحرير المنقوعة في تقنيات كتابة صحفية مروضة من داخل البنية الأمنية الإسرائيلية.
أقول ما يثير هو بعض من الأخطاء التي يصدر عنها عدد من الصحفيين الغربيين والمسؤولين الأمريكيين في ما يرتبط بملف وحدتنا الترابية المغربية. فلقد كتب الصحفي الإسرائيلي باستسهال كبير عن الملف يعكس مستوى جهله بأبسط المعلومات التاريخية حول ملف وحدتنا الترابية المدونة أقله في أرشيف هيئة الأمم المتحدة، مما جعله يصدر عن أحكام إطلاقية لا تليق بشروط مهنة الصحافة احترافيا (لأنه معيب الكتابة عن ملف بمعلومات غير مدققة حماية لمصداقية الصحفي وكتابته).
لكن المعلومة المثيرة فعلا ضمن الفصل الذي خصصه لما وصفه ب "الصفقة المغربية" هي إشارته كيف أن الرئيس دونالد ترامب حين عرض عليه مستشاره الخاص (وزوج ابنته) كوشنر ومسؤوله المساعد بالبيت الأبيض بيركوفيتش فكرة استصدار قرار رئاسي أمريكي للإعتراف بمغربية الصحراء، أجابهم قائلا:
"هناك شخص ما يكثر في الكلام عن المغرب. من يكون؟.. نعم تذكرت إنه السيناتور جيم إينهوف (رئيس لجنة الدفاع بالكونغرس الأمريكي).. لابد من أخد موافقته"..
للإشارة هذا السيناتور الأمريكي من ولاية أوكلاهوما (البروتستانتي الديانة على المذهب الكالفاني الأقرب للتيار الإنجيلي المتطرف الجديد) كان من أكثر خصوم المغرب في الحزب الجمهوري لسنوات ومن أكثر المدافعين عن الجزائر وجبهة  البوليساريو.
يؤكد الصحفي الإسرائيلي أن الرئيس ترامب بادر أمام مستشاريه بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض حين طرحا عليه الفكرة إلى الإتصال هاتفيا بالسيناتور إينهوف وطرح عليه الفكرة، فكان رده بالحرف:
"السيد الرئيس سيكون هذا خطأ كبيرا. هؤلاء القوم يستحقون الحرية. فهم مسيحيون"..
جديا أعدت قراءة الجملة أكثر من مرة وبحتث عن الترجمة بسبب إنجليزيتي الضعيفة في أكثر من جهة قاموسية ولم أجد من ترجمة لجملة:
" “Mr. President, this would be a huge
mistake. These people deserve freedom. They are Christians,”
سوى الترجمة العربية أعلاه. هل حقا يؤمن السيناتور الأمريكي أن جماعة البوليساريو مسيحيون؟. هل هكذا تفكر بعض الجماعات السياسية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالولايات المتحدة الأمريكية؟. فهذا سيناتور أمريكي يخاطب رئيس أقوى دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية، في موضوع يرتبط بمصير منطقة من أكثر مناطق العالم حساسية جيو ستراتيجيا وأمنيا، بهذا الإستخفاف، محاولا التأثير عليه بخلفية دينية ضمن تيار الإنجيليون الجدد.
بهت الذي كفر..