الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

الشرادي: حديث عن تجار المآسي الإنسانية بمدينة أنفرس البلجيكية

الشرادي: حديث عن تجار المآسي الإنسانية بمدينة أنفرس البلجيكية محمد الشرادي
يستغل تجار المآسي الإنسانية بمدينة أنفرس البلجيكية زلزال الحوز لتنظيم تطوعات ملغومة، برغم كل التضامن الملكي والشعبي مع متضرري زلزال الحوز، وبرغم كل معالم الرقي الإنساني الذي أبان عنه المغاربة قاطبة في هذا الظرف الحزين، والذي نال إشادة المنتظم الدولي برمته بفضل رؤية الملك محمد السادس، فإن بعض مستغلي الأزمات من أباطرة المآسي الإنسانية لا يتوقفون عن الصيد في المياه العكرة مهما اشتدت الأمور والأهوال.
مناسبة هذا الحديث ما قامت به مجموعة تدعي أنها "مغربية" وقاطنة ببلجيكا، حيث عمدت إلى جمع تبرعات مالية بهذه الدولة الأوروبية بدعوى رغبتها في مساعدة ساكنة المناطق المتضررة، وحين تمت مطالبتها في اجتماع لها بمدينة أنفرس كما كان منتظرا بضرورة ضخ هذه التبرعات في الصندوق المخصص لدعم متضرري الزلزال بالمملكة المغربية، امتنعت عن ذلك بحجة أنها لا تثق في نزاهة القائمين على هذا الصندوق، وبأنها تفضل إيصال المعونات إلى عين المكان!!!
أولا: الغرض الرئيسي لهذه المجموعة ليس هو إيصال المساعدات إلى المستحقين، بقدر ما هو التحكم في الأموال المجموعة حسب أهوائهم لغاية في نفس يعقوب، ومحاولة تكرار مسرحية فترة جائحة فيروس كورونا…
ثانيا: لا يحق لأحد الضرب في مصداقية مؤسسات الدولة، خصوصا منها تلك المكلفة بالتدخل في مثل هاته الحالات الإنسانيه.. بل إنه من الواجب افتراض الثقة ووضع اليد في اليد من أجل تجاوز الأزمات وبناء المغرب الجديد.
ثالثا: لا حاجة لنا لأناس يزعمون التقوى في ظاهرهم، وهم في جوهرهم لا يتوانون عن اقتناص كل الفرص الممكنة لخدمة أجندتهم ومصالحهم الشخصية..
خونة تفننوا في أساليب الخيانة، حيث يظهرون بمظهر المخلصين الوطنيين وهم يدبرون المكائد والدسائس بوجهين ولسانين. لقد انكشف عنهم القناع، وبرزت نواياهم الحقيقية من خلال تجارب السنوات الأخيرة.
وهنا أسرد بالمناسبة أبياتا للشاعر العباسي ابن الرومي حين قال:
ولي وطـــن آليــت ألا أبيعـــــه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشـباب ونعـمـة
كنعمة قوم أصبحـوا فــي ظلالـكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه
لها جسد إن بان غودرت هالكا..