الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

سعيد عاتيق: إقليم مديونة.. جماعة الهراويين استثناء في كل شيء

سعيد عاتيق: إقليم مديونة.. جماعة الهراويين استثناء في كل شيء سعيد عاتيق
يكاد يطفئ المجلس الجماعي الهراويين ( إقليم مديونة)، شمعته الثانية. إذ لا يفصله عن تاريخ حفل ميلاده إلا أيام معدودات.
لكن واقع الحال بالمنطقة يترجم مدى التقهقر والتدني الذي صار عنوانا بارزا، ولازال يرخي بعتمته في كل مناحي الحياة بتراب جماعة الهراويين.
هذا الواقع المزري رفع تجلياته، فإن بعض أبناء المنطقة الغيورين، خصوصا المرحلون من كريان سنطرال، استعرضوا في مراسلة مطولة للسيد رئيس المجلس الجماعي الهراويين رزمة من المشاكل التي يتخبط فيها مجال الهراويين وساكنته لاسيما مدينة العمران التي احتضنت أولاد كريان سنطرال الذين كانوا يتفائلون بسكن راق ومحيط لائق غني بكل مقومات العيش الكريم.
ورغم مرور أكثر من 14 سنة على الإعمار لم تشفع هذه المدة الزمنية الهامة لساكنة العمران من التخلص من كابوس الإقصاء والتهميش ومظاهر الترييف. إذ تعيش المدينة الجديدة على إيقاع المعاناة اليومية بسبب ضعف أداء المجلس الجماعي وعدم قدرته على تدارك أخطاء المجالس المتعاقبة، وبات أضعف مجلس عرفته المنطقة.
وكأن قدر ولاد الحي ومعهم المناطق التابعة لنفوذ جماعة الهراويين، هو التعايش مع الأزمات والنكبات والإندماج في الإقصاء ومعانقة المعاناة واحتضان الويلات.
فمعضلة النقل والتنقل لازالت جاثمة على آمال الساكنة التي وجدت نفسها في عزلة، رغم وجود شركة "ألزا". إذ لم يقو المجلس الجماعي الهراويين في انتزاع خطوط جديدة لربط المنطقة بمحيط البيضاء وتخليص الساكنة من كابوس انعدام وسائل التنقل، علما أن رئيس المجلس الجماعي عضو بمؤسسة التعاون بين الجماعات البيضاء، وهذا دوره من أجل الترافع في مجلس المؤسسة لتزويد المنطقة بالحافلات.
أما مشكل النظافة فالجماعة، رغم تخصيصها ميزانية كبيرة في باب البنزين والشاحنات ولوازمها، إلا أنها لم تستطع الإعلان على نظافة مدينة، حيث الأزبال تغطي كل تراب الجماعة سواء مدينة العمران والتجمعات العشوائية التي ترزح تحت ظروف قاسية من حيث تراكم جبال النفايات والأزبال وانتشار أودية الواد الحار على أبواب منازل وبراريك الساكنة التي تعايشت مع الظروف اللاإنسانية. ورغم أن الرئيس ومجموعة من الأعضاء هم أبناء المنطقة، لكنهم فضلوا التفرج على مآسي جيرانهم وأقاربهم على مدار السنين وهم يكتوون بين براثن القاذورات والأوساخ دون إغفال حرمان عدة دواوير من مادة الماء الصالح للشرب لعقود خلت.
نفس الوضع تعيشه مدينة العمران بسبب الإختناقات المتكررة والمسترسلة على مستوى قنوات الصرف الصحي، إذ تحولت كثير من الشوارع والازقة لبحيرات جارية ودائمة لكل القاذورات التي تلفظها مجاري الصرف الصحي بسبب الإختلالات التي رافقت الإنجاز من طرف شركة العمران.
ناهيك على انتشار الأسواق العشوائية بمظاهرها وتجلياتها المشينة أمام أنظار المجلس الجماعي الذي لم ينجح في تنظيم الباعة الجائلين بشكل مؤقت مع الإنكباب على خلق أسواق نموذجية تليق بالمدينة الجديدة وتحفظ كرامة الباعة. 
أما ظاهرة الكلاب الضالة فمقر جماعة الهراويين نفسه تحول لإسطبل لعشرات الكلاب تتخذ من جنباته باحة للإستراحة واسترجاع الأنفاس بعد ليالي النباح تقض مضجع الساكنة التي باتت تخاف على نفسها وأبنائها بسبب مئات الكلاب التي استعمرت تراب الهراويين ومجلس الجماعة "مااا على بالوووش.."!
وقد تطرقت المراسلة الموقعة من الغيورين على المنطقة كذلك لمشكل الضريبة على الأراضي العارية التي تشكل عبئا كبيرا على كاهل الساكنة التي ليس في وسع غالبيتها أداؤها..
لقد كانت المراسلة حبلى بعدة مطالب ومقترحات تم بسطها لرئيس جماعة الهراويين من أجل تدارسها في إطار تشاركي مع كل مكونات الجماعة: الأعضاء ... رؤساء المصالح ... السلطات المحلية ... المصالح الخارجية ... المجتمع المدني والساكنة، لكن الموقعين على طلب المقابلة اصطدموا بالإمتناع الذي واجهتهم به كل من مصلحة كتابة الضبط والمسؤولة مؤقتا على مديرية المصالح بالجماعة بحجة غياب الرئيس.
إن مجال الهراويين يحتم على كل الفاعلين والمتدخلين دون استثناء العمل بشكل سريع وحثيث لتدارك الأخطار المحدقة بالمنطقة والساكنة. فرغم مرور سنتين من عمر المجلس الحالي، إلا أنه لم يقو على تنفيذ أبسط المطالب التي تدخل في باب البديهيات، وأول مطلب هو ضرورة حصول الإنسجام والتكامل والتآلف بين مكونات المكتب المسير أولا، وبين كافة الأعضاء الجماعيين واستحضار النية الحسنة والتحلي بروح المسؤولية من لدن كافة المصالح الجماعية مع وضع مصلحة المواطن وتنمية المنطقة في خانة الأولويات، لأن المجلس الحالي مصاب بانفصام خطير ولم يتبين بعد لون الأغلبية المسيرة  من لون المعارضة. وهذا سبب خطير ولا أخلاقي بالدرجة الأولى وانعكاساته السلبية يتحملها المواطنون وتراب الهراويين الذي في أمس الحاجة لتظافر كل الجهود والقطع مع أساليب الإبتزاز ومنطق "الزكارات الخاوية."
ومن حيث الموقف السلبي واللامسؤول من طرف مصالح الجماعة التي رفضت تسلم مراسلة المواطنين فلا يسع كل غيور إلا إبداء عميق استنكاره وشجبه لكل التجاوزات التي تطبع بعض مصالح الجماعة. وعلى  السلطات الوصية تحمل كامل مسؤولياتها سواء في أساليب تعامل مصالح الجماعة لاسيما "منطق عندنا تعليمات من الرئيس" مع ضرورة إخضاع كل مكونات المجلس الجماعي للمحاسبة والمساءلة مع ترتيب كل الآثار القانونية ضد كل من تبت في حقه الإستهتار بمصالح الساكنة ووضع الفرامل في عجلة تنمية المنطقة .
وفي الختام وبصفتي عضوا جماعيا، أجدد النداء القوي لكل الجمعيات والغيورين بضرورة تموقعهم في خريطة المشاركة لتتبع دورات المجلس والتقدم بمقترحات وانتقادات وعقد لقاءات، سواء مع رئيس المجلس الجماعي أو الأعضاء ومصالح الجماعة والسلطات، وهذه أدوارهم وتدخل في باب حقوقهم الدستورية، مع  ضرورة طلب محاسبتنا كمجلس جماعي بأغلبيته والمسيرة وكذا فريق المعارضة لبسط حصيلة سنتين من الولاية الإنتدابية. وهذا حق مكفول قانونا ومحصن دستوريا لفائدة المجتمع المدني والساكنة مادامت المسؤولية مشتركة .
 
سعيد عاتيق/ مستشار بجماعة الهراويين