الخميس 6 فبراير 2025
سياسة

حتى لا يدوس باشا واد لاو على جدية خطاب العرش!

حتى لا يدوس باشا واد لاو على جدية خطاب العرش! وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت ومشهد من وادي لاو
في الجمعة الأولى من غشت 2023، أمام منزل جدهم بكورنيش وادي لاو في اتجاه مكاد، وضع الأطفال مظلتين في الشاطىء، عاموا ثم عادوا للمنزل.
ولما رجعوا لم يجدوا إلا واحدة، قيل لهم بأن الباشا صادرها. اتصلوا بوالدهم، بعد صلاة الجمعة، وكان يتسوق بمركز المدينة، وأخبروه بما حصل. قال مع نفسه: لا بأس قد يكون قد حصل خطأ ما في التقدير، سيذهب للباشوية بعد قضاء أغراضه. وبالفعل قصد الإدارة، واستفسر عن الأمر، فقيل له، عليه أن ينتظر عودة الباشا، لأنه صاحب القرار.
ولما عاد تقدم المواطن، وبسط النازلة أمامه. فكان رد فعل الباشا، أنه ليس هناك أي خطأ. هناك احتلال الملك العمومي. المواطن بأن نازلته لا تنطبق عليها مواصفات احتلال الملك العمومي.
فكان جواب الباشا:"سير إذا عندك شيشغول ديرو"،ثم انصرف متبوعا بحاشيته. فعقب المواطن:"كيدظهر ماسمعتشي خطاب سيدنا".فرد الباشا:"قولتلك سير إذا عندك شيشغول ديرو"، وواصل سيره في اتجاه مكتبه.
وعاد المواطن إلى البيت، وقد آثر الشكوى لله، لأنه ليست هناك في واد لاو سلطة فوق الباشا للتظلم، وأن مسألة التوجه لعمالة تطوان لهذا الغرض، تتطلب جهدا ووقتا غير متوفرين في زحمة انشغالات العطلة .
سأل الأطفال والدهم عن مساعيه، فأخبرهم بجواب الباشا، فلم يقتنعوا. وكانت لهم مرافعات بالدارجة والإسبانية، ولا حول ولا قوة إلا بالله. هؤلاء الأطفال وأكبرهم من لم يتجاوز العقدين، هم من مواليد العهد الجديد. وهم من مغاربة العالم، أكيد ستترسخ في اذهانهم سطوة السلطة في بلدهم الأم، بالرغم من شعار المفهوم الجديد للسلطة، وأننا حتى قبضة المنجل لم نحسن نحتها داخليا.
وأب هؤلاء الأطفال، كان مناضلا نقابيا بارزا، ومعارضا بالخارج.وعاد ضمن مفاعيل العهد الجديد لقرار الانفراج السياسي أواسط تسعينيات القرن الماضي. وهو الآن يناضل مع لقمة العيش، وكفى، وقد رأيناه هنا يستنجد بخطاب العرش، ولم يدرك أن المعادلات التي تمشي على الأرض، تصنعها محددات أخرى. وأن التأويل السلطوي قد يجعل "الجدية" المطالب بها في خطاب العرش، مرادفة ومسوغة لكل أشكال التعسف.
وفي انتظار أن تسعفنا الداخلية بمصير المظلات المحجوزة أو المصادرة، وهذا هو المبتغى، ننصح باشا وادي لاو بقراءة "رحلة الوافد" في القرن 18م ،ليعرف أن مشكل المغاربة تاريخيا، ليس مع سلاطينهم ،بل مع الباشوات /الجباة، الذين يفرخون باستبدادهم واستغلالهم، العدمية!