الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد الله الكوا: لحظة الإنتظار هي الأجمل في حياة المرء

عبد الله الكوا: لحظة الإنتظار هي الأجمل في حياة المرء عبد الله الكوا
هي أكثر حمرة في غسق هذا الأفق الممتد على عواهنه ،كأن المدى يتمرد على نفسه عن سبق عنوة ووصاية؛ هذه الشمس واضحة كالحق ،لكنها لاتلبث أن تخجل في زمن الردة حتى تحمر وجنتاها كل مساء ، حتى "النقال" الذي يصور المشهد لم يستطع أن يركز تلك الحمرة ولم يخجل ان  ان يحولها إلى  صفرة ..
وياللعجب ، ذكاء الفطنة الساري في حديد النيش العميق من عرق الرجال؛ رعشة الميساج وما تخلق في القلب من رجة تختلف باختلاف الراسل والمرسول ، كل شيء تبدل يارفيق ، هوالتبدل ، لابدلت بنا يا الله ، التبدل كل حين من حال لحال وعوائد!! وكل بما فيه متأصل ينطق مهما كلفك الدرس والترتيب من جهد ياعم ،وحدك مثل فارس المسرح الذي يحمل انفة العربي المحارب بسيف من خشب ، رد السيف إلى غمده  ياصاحبي وواصل الترصد بعين الصقر المنهك حتى وهو لايرضى بحاله ومٱله ، وارهن لحظة الانتظار فهي الأجمل في حياة المرء ... الانتظار أجمل من كل حسم يا أناي  ..وربك الأعلم إن الانتظار ليفتن النفس بالغواية وخلق الرواية ، فأحسن الاختيار فما انتهى المسار، ولا انت فرطت في الأذكار، يكفيك أنك شخصت لهم الأبصار ، فمن شاء سار ومن لم يشأ سيتذكر وسيتذكر أنك كنت من عمار الدار، بلا لف ولا دوار ...
ذاك النسغ الجاري في عروقك ،مثل شجيرة سليم ،أو لحظة اقتناص الحيوان المنوي وهو يسبح في الزلال الدبق في حمأة الصراع لبقاء الأقوى حتى عمق البويضة الحمأى ،هكذا عبر سليم يا لئيم ، ذاك الذي جعل للظلام فقهه وفقهاءه ...
لا لن أبدأ ، اترك لنفسك المجال يا أب الإنتظار ؛
انتظر فالنقر على الزر قد يأتيك من صنارة البحر ضعف حجم الأسماك ،وطعن الأفلاك ،وبيع اللدائن من عدم لا يصدأ ولايبلى ..
رب انتظار أفضل من انتظار ، وفجرا سأحزم حقائب الأسفار، لأستضيف ما كان على الصنار ...الصنور ، أو سمك السلمون وعصير الليمون ،ومختلف الفنون ...ستنعم بالجميل والتعويض المثيل رب الانتظار ، انتظر إشراق شمس كالحق في صباح يوم جار ...ستبحر لا مفر ، ولكل مسار في عمق البحر اللجي فنار ، فلا كذب ولا صدق هذا الإنتظار.. ...