الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

السباعي: اليوم العالمي للاجئين يسائل الجزائر عن محتجزي مخيمات تندوف 

السباعي: اليوم العالمي للاجئين يسائل الجزائر عن محتجزي مخيمات تندوف  الحسين بكار السباعي
أن يغادر الإنسان موطنه الأصلي بإرادته وإختياره، فهذا مايطلق عليه هجرة مهما كانت أسبابها ودوافعها، أو ما إذا كانت هجرة قانونية أو غير شرعية. 
ولكن أن يجبر الإنسان على مغادرة وطنه لعدم الإحساس بالأمن أو نتيحة الفوضى والإضطهاد فهو ما يطلق باللجوء. هذا الأخير، الذي عرفته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لهيئة اللأمم المتحدة للاجئين، بأنه كل إجبار  واضطرار الى تغيير الموطن من دون إمكانية الرجوع إليه، للأسباب صراعات عرقية أو سياسية أو انقلابات متوالية أو نتيحة لغياب الديمقراطية وحقوق الإنسان. صراعات لم تكن للاجئ قدرة على مواجهتها سوى طلب اللجوء إما بشكل فردي أو جماعي .
إنها حالات متعددة تعرفها القارة الإفريقية، ولو بشكل متفاوت من بلد الى آخر، بتفاوت مسبباتها  واختلاف دوافعها سواء باسم الهجرة أو اللجوء.

حالات كثيرة تنفرد بها منطقة الغرب والساحل الإفريقي ،إما بسبب نشاط شبكات الهجرة السرية وعصابات الاتجار بالبشر، والتي تدعمها جماعات إرهابية وعصابات مسلحة مدعومة من طرف دولة أو أكثر والتي ترعى  مختلف أنواع الجريمة المنظمة وحتى الاتجار في المساعات الإنسانية من قبيل الأغدية والخيام والأغطية والادوية الممنوحة من منظمات دولية إنسانية بسبب فساد أنظمة عسكرية لدول معروفة بدعمها للإنفصال والفوضى والانقلابات خدمة لأجندات دول هدفها السيطرة على ثروات العديد من دول إفريقيا وممارسة وصايتها الاستعمارية عليها.

جماعات إرهابية وعصابات مسلحة أصبحت توجه سهامها نحو الدول المجاورة. وهنا أشير للخطر الذي أضحى يهدد بلدان شمال افريقيا، بل تعدتها الى اوروبا عبر عصابات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
سأقتصر هنا على تندوف وعلى امتداد مجال صحراوي خلاء غير بعيد عن بلاد ساحلستان ( الغرب والساحل الإفريقي )، لنربط واقع اللجوء ونحن في يومه العالمي متسائلين على جرائم عديدة ارتكبتها ولازالت ترتكبها عصابة بوليساريو المسلحة والمدعومة من نظام عسكر الجزائر.

تندوف وعلى أرض "دولة" عضو بهيئة الأمم المتحدة ، والتي من واجبها احترام القانون الدولي ، وسيادة الدول، دولة لازال نظامها يمتنع عن السماح للمندوبية السامية للاجئين بإحصاء ساكنة تلك المخيمات والتساؤل عن أسباب بقائها لأكثر من 48 سنة، حتى أضحت جحيما وسجنا كبيرا الدخول والخروج منه يتطلب ترخيصا عسكريا.

مسؤولية المنتظم الدولي اليوم وهيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بحماية حقوق الإنسان، مطالبة بأمر الجزائر بأن تعطي تفسيرا على مايقع بمخيمات تندوف من قمع واختطاف وتنكيل وتصفية جسدية لكل من يعارض قيادة جبهة مهترئة تشرف عليها أجهزة إستخباراتية جزائرية، وان تضع لوائع واضحة عن ساكنة المخيمات وعن هويتهم وهل هم فعلا مواطنون من أصول الصحراء المغربية من واد الذهب والساقية الحمراء، أم من صحراويي مالي والنيحر والتشاد وحتى السودان ، أم مختطفون من دول مجاورة جاءت بهم عصابات الإتجار في البشر في اطار ماضخى يسمى بتجارة الرقيق والاعضاء البشرية ، أم هم فقط مواطنون صحراويون جزائريون اقحموا في لعبة قذرة خطط لها مهندسو الحرب الباردة زمن بومدين صانع  " بوليساريو ".
 
سأعود الى بعض من الرسالة التي بعت بها المدعو "أحمد أنبو"، وهو احد مؤسسي جبهة البوليساريو والتي جاء فيها: " أن الجزائر قامت بضخ المخيمات بأكثر من 2000 شخص جزائري  يظهر عليهم انهم تلقوا تدريبا عسكريا متقدما ويحملون اسلحة روسية الصنع وثم استقدامهم على متن شاحنا تابعة لوزارة الماء الجزائرية". ويضيف أن من ضمنهم المدعو "بل العياشي"، وهو أحد أفراد الشرطة السياسية مختص في ملف الطوارق. وكشف أنبو في رسالته: وماذا لوكان كل من ادعي أنهم لاجئين في تندوف هم جزائريون؟"، بعض من الرسالة التي وجهت بتاريخ فاتح مارس 1976 الى الأمين العام للأمم المتحدة حينها.

مخيمات تندوف والتي لا يمكن ان يتم عزلها عن ما يقع بالغرب والساحل الافريقي اعتبارا للتورط الفعلي الذي ثبت يقينا من خلال التقارير الأمنية والاستخباراتية بتورط أو مقتل قياديي هذه الجبهة الارهابية تحث غطاء الانفصال في العديد من العمليات الارهابية وارتكاب جرائم منظمة عابرة للحدود. وضع أمني تغذيه الجزائر وتكدس من خلاله قيادتها وجنرالاتها ترواث تشهد بها أرصدة فرنسا وسويسرا.

وضع يهدد الاستقرار بالمنطقة المغاربية، تظهر مؤشراته الخطيرة  وتزداد يوما بعد يوم ، لا يجب أن نغفل ما وقع بتونس والتي تعرضت لثلات هجمات إرهابية كبيرة عام 2015 ، وليبيا التي لم تستطع القضاء على  تنظيم الدولة في أراضيها إلا بعد قتال شرس والإاغراق الغير المسبوق لأفواج تزايد يوما بعد يوم لمهاجرين ولاجئين عبر الحدود الشرقية للمغرب لغياب أي تعاون أمني بين المغرب والجزائر بسبب تعنت نظام الجزائر ومواقفه العدائية ضد المغرب.
 
إن اجتتات بؤر الإرهاب والقضاء على الجماعات الإرهابية والعصابات المسلحة المدعومة من دولة أو أكثر، لا يكون باستهداف قادتها أو اعتقال أحد عناصرها، بل لا بد من تعاون أممي ودولي وقبله إقليمي.
وهنا نسائل كذلك الاتحاد الافريقي وكيف لا زال يسمح بتواجد عصابة البوليساريو، رغم فضائحها وجرائمها ضد الانسانية بالبقاء داخل هذا الحضن الذي اسس من اجل التنمية ودعم الامن والاستقرار بالقارة السمراء ؟.

كيف يمكن للأمم المتحدة وهيئاتها الحقوقية أن تتغاضى عن عدم احترام القانون الدولي و احترام حقوق الانسان وأن تتغافل عن الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب بتندوف؟ وأن تستمر في تهديدها لأمن واستقرار دول الجوار دون أن تفرض عقوباتها وأن تلزمها بتفكيك وطرد عصابة البوليساريو، وتقديم قادتها وعناصرها للمحاكمة الجنائية الدولية وان تفكك المخيمات التي اضحت بمتابة أكبر سجن بالعالم وأن تسمح لمنظمة غوت اللاجئين باحصائهم وتحديد جنسياتهم وحمايتهم؟
 
ذ/ الحسين بكار السباعي 
محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان 
مترافع مدني عن قضية الصحراء المغربية