الأربعاء 15 يناير 2025
فن وثقافة

يسين: قراءة في كتاب" ليكن هناك نور".. مقالات في وصف حالنا للكاتب كوكاس

يسين: قراءة في كتاب" ليكن هناك نور".. مقالات في وصف حالنا للكاتب كوكاس الكاتب محمد يسين وكتاب عبد العزيز كوكاس
 قراءة عاشقة انطباعية.
1-    التقديم؛ في رحاب الكتاب:
يقع الكتاب في198 صفحة من الحجم المتوسط، طبع منشورات النورس، طبعة أولى 2023، يتكون المؤلف من العناصر التالية:
أ‌-    شهادات، ص 05؛
ب‌-    تقديم، ص 09؛
ت‌-     المقالات، تشمل 46 مقالا من ص 12 إلى ص ،183هي مقالات سبق للكاتب أن نشرها في مختلف الجرائد الإعلامية المكتوبة من سنة 1992 إلى سنة 2022.
ستنتظم قراءتي لكتاب " ليكن هناك ضوء"، من خلال العتبات النصية التالية:
عنوان الكتاب/صورة الغلاف/النص المؤطر ظهر الغلاف/الإهداء. /.

 
2-    عنوان المؤلف: 
يعتبر العنوان من العتبات النصية الأساسية، الحاملة للبعض من مضامين المتن السردي، حين التأمل في العنوان " ليكن هناك نور" أمكننا الخروج بالعناصر التالية:
أ‌-    من حيث لون الكتابة ونوعية الخط للعنوان الرئيسي نلاحظ استعمال اللون الأبيض، لون الأمل والترجي لكل ما هو جميل، فضلا عن اعتماد البنط الغليظ لإبراز الأهمية.
ب‌-    من حيث العنوان الفرعي، نلاحظ أهمية اعتماد اللون الأسود، وبالرجوع لدلالة الألوان في "علم النفس اللون" سندرك لون "حالنا" هناك عبر مختلف المقالات.
ت‌-    من حيث الاشتقاق اللغوي، يحيل العنوان لمصدر " النور/الضوء"، والجملة الطلبية تحيل على الترجي والأمل في أن يكون هناك نور وما سار في ركبه من إضاءة وتنوير وخير يرجى في المكان القريب والبعيد على حد سواء، لأن استعمال اسم الإشارة "هناك" يدل بلاغيا على القريب والبعيد.
ث‌-    من حيث دلالة المبنى والمعنى لعنوان الكتاب، حاولنا رصد ذلك من خلال القراءة المتأنية للعنوان الفرعي "مقالات في وصف حالنا" وتسطير بعض الإشارات الواردة في البعض من المقالات بين دفتي الكتاب. ولها دلالة على العنوان.
بناء على هذين العنصرين وبعد قراءة متأنية لبعض المقالات، ومحاولة رصدنا لدلالة العنوان" ليكن هناك نور"، استوقفتني بعض المقالات الواردة ضمن المؤلف، كل منها يجيب  بشكل أو بآخر عن السؤال بشقيه.:
الصفحة 12: " فكوا لعنة السحر والدعارة عن نسائنا".
هو عنوان للمقالة الأولى، يتضمن نوعا من الإضاءة وتسليك النور الساطع على آفة تجهيل نصف المجتمع، والتي يرى فيها الكاتب رمزا لكبرياء الوطن." المرأة". 
الصفحة 58:"
دافع عن الحق في المعلومة والجهوية واحترام مؤسسات الرقابة حماية للديموقراطية".
هو أيضا نوع من "النور" المطلوب توفره وبإلحاح.
الصفحة 148:"
"رغم كل هدا الانهيار لا زال في الوطن شيء يستحق الانتباه".
هي دعوة أيضا ليكون هناك "نور".

3-    صورة الغلاف:
من خلال تناولنا لصورة الغلاف، وربطها بالعنوان الرئيسي والفرعي نجدهما متلازمين متكاملين من حيث المراد من الطلب، وتوظيف اسم الإشارة "هناك" حيث يأمل الكاتب في وجود مساحة شاسعة من النور، الدي يحيل في نظرنا لمخرجات كل المقالات موضوع الكتاب. والتي نعتبرها إجابة عن "الهناك" حيث نحتاج للنور والتنوير والإنارة. وبناء عليه أمكننا الخروج بما يلي:
أ‌-    من خلال القراءة الكلية للصورة، تستوقفنا ثلاثة ألوان رئيسية الأزرق/الأحمر مع الأصفر/ثم الأسود. 
بالرجوع لدلالة الألوان في علم النفس اللون يمكننا استنتاج ما يلي:
-    اعتماد اللون الأبيض يحيل على النقاء، كما يرمز للهدوء والأمل، ومن هنا رمزيته – في كتابة العنوان- ليعم النور على مسافة الوطن هنا وهناك.
-    اعتماد اللون الأزرق على مساحة الغلاف، يرمز للاستقرار والأمان كما يعطي هدا اللون إحساسا بالراحة والسعة في التواصل مع الآخرين. وداك هو الطلب المنشود من خلال مختلف المقالات؟
-    اعتماد اللون الأسود في العنوان الفرعي، يحيلنا مباشرة على درجة العتمة وعدم تحقيق المراد من مختلف المقالات الهادفة -في الكتاب- للتغيير نحو الأحسن. الشاهد على دلك إعادة طبعها من جديد، وهو دليل على راهنيتها الموسومة بعدم التحقق.
من خلال النظرية الكلية، سنرى خطوط سكة حديدية، أو لنقل سككك حديدية وكأننا في محطة وصول لقطار يشع نوره في الوسط...نفترضه -علاقة بالعنوان- بارقة أمل في وجود النور، هنا وهناك.
ب‌-    حين نعتمد القراءة البؤرية لصورة الغلاف، سنفاجأ بوجود مصدر قوي للنور، مع وجود عدد من الأعمدة المعيقة لوصوله لهناك أو للهنا، 
ت‌-    حين تستوقفنا الصفحات رقم 12م58 و148 من الكتاب، على مستوى الدلالة سندرك علاقة العنوان برمنه مع المقالات الستة والأربعين التي يشتمل عليها الكتاب، والتي نعتبرها في نضرنا تتسم براهنية الدلالة في البعض مما تطرحه للتداول والنقاش. ما دام هناك طلب ملح ل" ليكن هناك نور". رغم أنها مقالات نشرت ما بين سنتي 1992 وسنة 2022.

4-    النص التأطير ظهر الغلاف: 
عادة ما يكون النص المثبت في الصفحة الرابعة ظهر الغلاف، مقتبسا من المتن السردي، بالنظر لدلالته المركزية، أو أن يكون تقديما عاما للمتن السردي من طرف كاتب أو ناقد خبر مجال النقد والكتابة بعناية دقيقة.
بتأمل وقراءة للنص المثبت ظهر غلاف " ليكن هناك نور"، والذي تم اقتباسه من الصفحة رقم 05 من الكتاب،
إنه نص نستشف منه، تقديم شهادات لثلاث أساتذة، من بينهم أستاذي المرحوم الدكتور سبيلا، أتذكره جيدا وهو يصول في عالم الفلسفة والأبستمولوجيا بمدرجات ضهر مهراز بفاس سنوات 1975/1978.
وحين يشهد لك مثل هؤلاء فابشر خيرا.