الخميس 6 فبراير 2025
مجتمع

عبدالإله حبيبي: المدرسة المغربية في مواجهة السباق الرقمي والذكاء الاصطناعي

عبدالإله حبيبي: المدرسة المغربية في مواجهة السباق الرقمي والذكاء الاصطناعي  لا يمكن أن تظل المدرسة بعيدة عن هذه التحولات الكبرى التي تقودها برمجيات التكنولوجيا الرقمية
لا أستسيغ هذا الإصرار على تدريس برامج تعليمية مرت عليها سنوات وكأنها حقائق مطلقة لا تقبل المراجعة والتعديل.. بهكذا إصرار نقتل في التلاميذ روح التجديد والتفاعل مع أسئلة زمنهم.. نظل جامدين حيث نفضل تلقينهم خبرات وأفكار ومفاهيم غير صالحة لفهم عصرهم المتحول بشكل سريع.. 
 
بالنسبة لتخصصي المهني حينما أطالع برنامج مادة الفلسفة أتساءل ما الفائدة اليوم من تدريس "سؤال العلمية في العلوم الإنسانية" الذي نفرضه كإشكال "مصيري" على التلميذ أن يفهمه ويتمثل معناه والقضايا المحيطة به لأنه سيختبر خلال  الامتحانات الاشهادية النهائية في بعض جوانب هذا الموضوع الخالي من كل جاذبية فكرية أو علمية أو حتى مردودية أخلاقية عملية... وهناك الكثير من الأمثلة في كل البرامج الدراسية من الابتدائي حتى الثانوي الـتأهيلي تعاني من هذا النمط من التكرار والنمطية واللغة المتعالية البعيدة عن لغات التلميذ الحية أي لغات الأم المنتشرة في واقعه، والفاعلة في معيشه والمستعملة في تفاعلاته الافتراضية  على منصات التواصل الاجتماعي...
 
 لا يمكن أن تظل المدرسة بعيدة عن هذه التحولات الكبرى التي تقودها برمجيات التكنولوجيا الرقمية والتي لا تشترط لغة ما للتواصل والانتشار، بل توفر الإطار التطبيقي وتترك للمستعمل مهمة صناعة المحتوى باللغة التي تلائمه أو اللغة التي يتقنها والقادرة على  تبليغ خطابه إلى متتبعيه باستثناء تلك  التعلمات المهنية التقنية التي تفترض امتلاك لغات عالمية محددة لفهم وامتلاك خاصيات ولوغاريتمات رقمية لا تكف عن التطور والتغير..
 
إلى متى ستظل نفس البرامج ونفس المناهج تنسج خيوطها العنكبوتية حول عقول تلاميذ أصبحوا غرباء عن هذه المناهج بعيدين عنها زمنيا ومنطقيا، ولعل ذلك ما يفسر الكثير من الأعطاب التي تعاني منها المنظومة التعليمية المتصلبة الأركان والمناهج ولغات التدريس... لا وقت للتأخر في الشروع في تغيير البرامج والمقررات والمناهج بالتدرج والتواصل مع المعنيين والشركاء والخبراء دون سرعة قاتلة ورغبة في التخلص من مشكلات هي في عمقها ذات أبعاد ثقافية وحضارية وتاريخية تتطلب جرأة سياسية وفكرية  لمقاربتها وإلا ستظل المنظومة تتخبط في نفس السياقات التي تعيد إنتاج نفس المشكلات ونفس الخطابات...وبالتالي نفس الاحباطات..