الجمعة 26 إبريل 2024
منبر أنفاس

عبد العزيز الداودي: هل ينجح أخنوش في الحد من ارتفاع الأسعار أم أن المواطن كتب عليه أن يطبع مع الغلاء!؟

عبد العزيز الداودي: هل ينجح أخنوش في الحد من ارتفاع الأسعار أم أن المواطن كتب عليه أن يطبع مع الغلاء!؟ عبد العزيز الداودي
قررت الحكومة في اجتماع مجلسها الحكومي اتخاذ مجموعة من التدابير والاجراءات للحد من ارتفاع اسعار المواد الغذائية والفلاحية واهم هذه الإجراءات هي الاعفاء الضريبي على القيمة المضافة بالنسبة للمواد الغذائية
والفلاحية ثم النظر في مشكل سلاسل التوريد بين المنتجين والموزعين وهي اجراءات اكيد انها لن تحل مشكل الاسعار مادام مرتبطا ينسب التضخم العالية جدا ومادام هذا التضخم في جزئه الكبير غير مستورد وهو نتاج السياسات الحكومية المتعاقبة وهذا ما أشارت إليه المندوبية السامية للتخطيط وكان من نتيجته ان أقدم والي بنك المغرب على رفع نسبة للفائدة للمرة الثالثة على التوالي.
وقد يكون مصير الإجراءات الحكومية الحالية كسابقتها التي تمثلت في حملاتها على التجار الصغار والبقالة دون ان تستهدف كبار المدخرين والمضاربين للمواد الغذائية والاولية والفلاحية لتكون النتيجة هي الزيادة في أسعار الخضر والفواكه في الشهر الفضيل .هذه الزيادات التي حطمت كل الارقام القياسية . ليبقى الاصل في المشكل هو وجوب التخلص من الاقتصاد الريعي والتركيزي فتقديم اعانات مالية لمهنيي النقل الطرقي مثلا والتي تجاوزت الاربع ملايير والنصف من الدراهم لم تحقق ما كان مرجوا منها وكان تأثيرها على الاسعار سلبي اكثر منه ايجابي .مع العلم أن مشكل ارتفاع الاسعار مرتبط بشكل وثيق بأسعار المحروقات وبالتالي فإن رئيس الحكومة عليه ان يستعمل صلاحياته الدستورية لتنظيم أسعار المحروقات وتفادي أخطاء التحرير الاعمى لها والذي اتخذته حكومة بنكيران كما ان تحديد هوامش ربح شركات المحروقات وتسقيف اسعارها تبقى أمرا ضروريا خصوصا في ظل الحديث عن استيراد النفط الروسي بثمن بخس ؛فوجوب إعادة تشغيل مصفاة لاسامير المعلمة الوطنية الرائدة في تكرير النفط ومشتقاته والتي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على الأمن الطاقي لعموم المواطنين والمواطنات. وبما أن مخطط المغرب الاخضر فشل فشلا ذريعا في توفير الامن الغذائي للمغاربة وبما ان الوثيقة الدستورية تنص على صراحة على ربط المسؤولية بالمسائلة لترتيب الجزاءات القانونية على اهدار الفرشة المائية دون تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية وبالتالي فإن السؤال العريض الذي يطرح كيف انه ولمدة 30 سنة لم يستطع المغرب انتاج بذور الخضر والفواكه حيث يضطر إلى استيرادها من الخارج وبالعملة الصعبة طبعا وهو الأمر الذي يخص تحديدا الطماطم التي يعتبر المغرب خامس منتج لها والبطاطس التي تعتبر الاكلة الشعبية رقم واحد حتى اصطلح عليها المغاربية ام كلثوم معشوقة الجماهير.