الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد قمار: جنازة قطاع الشباب التي شاركنا فيها بصمتنا

محمد قمار: جنازة قطاع الشباب التي شاركنا فيها بصمتنا محمد قمار
منذ تقزيم قضية الشباب من وزارة أو على الأقل كتابة للدولة، تعرت الرؤية المحدودة للحكومة للشباب كقطاع حيوي تلتقي حوله عموديا وأفقيا كل دينامية عمومية.
هل مشينا جميعا في صمت كالمنومين مغناطيسيا جمعيات وتكتلات في جنازة قضايا الشباب منذ بدأ مسلسل التطويح بالقطاع وتداوله بين سلطات تنفيذية مختلفة أم أن أكبر جريمة ارتكبناه ضد الشباب بتحويل قضاياه إلى مجرد قطاع مشلول لا نفس فيه...؟
والحقيقة المرة التي خلصنا إليها هي إما أن القطاع أكبر من هذا الوزير الذي يجيد الاستثمار في التفاهة أو أنه لا يريد أن يشغل نفسه بملفات ذات أولوية بحجج واهية.
عنوان مرحلة تدبير هذا الحداثي جدا للقطاع هو الفراغ والهدر الزمني، وليس أي فراغ، بل وضع نشاز شل كل الفعاليات والديناميات كأن هذا الوزير ينتظر جهة ما أن تعطيه الضوء الأخضر، في زمن الحكومة غير المبادرة التي تختبئ وراء مشاريع الملك.
لم يكتف بشل التداريب التربوية، مروجا لتصور جديد لها، طال انتظاره... والزمن ضد الجميع، بل أغلق باب الحوار والتشاور والتداول، فتحول الوزارة إلى قلعة مغلقة لا تفتح إلا في وجه من يزيفون الواقع التربوي ويجيدون التبنديق والمديح، لكن الحقيقة الحارقة أن جل الجمعيات التربوية والتكتلات عدا من ينظر الوزير إليها نظرة " أغراس" مستاءة من الفراغ، ومن القتل العمد لمؤسسات الاستقبال وما نجم عن ذلك من وأد الفعاليات الشبابية والمبادرات الجمعوية، مؤسسسات استقبال بلا بوصلة، ضاعت خريطة استغلالها، فلا أحد يعرف كيف يمكن الاستفادة منها شبابيا، بل الأنكى غياب بنية إدارية لها سلطة القرار، فتم تعويم القرار فيها، فشلت كغيرها من المؤسسات التربوية.
جميل أن يجتهد الوزير في اخراج مرسوم خاص بدور الشباب يليق بمغرب آخر، مرسوم عكس جهل الجهة القانونية بواقع العمل بدور الشباب الذي بدل أن
تكون لها أنظمة محفزة ومنفتحة ومرنة، صارت لها أنظمة معيقة...تعزل الأجيال وتخلق القطائع، والحال أن دور الشباب مهما دبجنا لها من نظام ستظل بلا فعالية حقيقية في غياب الأطر والموارد المالية والمادية والاستراتيجيات الوطنية..
بالله عليكم... قزمتم قضايا الشباب إلى مجرد قطاع وصمتنا، وأصدرتم مراسيم لاعقلانية ولا واقعية، والآن تقتلون القطاع... بالفراغ... والفراغ هو عدونا الأول في مواجهة كل انحراف ايديولوجي...
ماذا ينتظر منا الوزير.... أن نلتقط صورا معه ونبتسم ...؟ أن نطبل له في زمن فارق وحساس للشباب..؟ لا... سيدي الوزير... لقد طال وجود قطاع الشباب في رف الانتظار... ربما دفناه معا بالصمت المتواطئ ولا ندري...
كان الله في عون الشباب...في زمن الغياب والذئاب..