الخميس 6 فبراير 2025
مجتمع

الطيب حمضي: السرطان في المغرب.. أسباب الإصابة وسبل الوقاية منه

الطيب حمضي: السرطان في المغرب.. أسباب الإصابة وسبل الوقاية منه الدكتور الطيب حمضي طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية
في كل يوم يتم، تشخيص حوالي 140 حالة إصابة بالسرطان في المغرب، أي أكثر من خمسين ألف حالة سرطان جديدة كل عام.  إنه ثاني سبب رئيسي للوفاة في بلدنا بعد أمراض القلب والشرايين.  

وسجل المغرب حوالي 30 ألف حالة في عام 2004. وفي عام 2000، احتل السرطان المركز السابع بين الأمراض في المغرب، وانتقل في سنة 2016 إلى المركز الرابع.

 هذا الارتفاع لايرجع في الأرقام فقط إلى النمو الديمغرافي، ولكن هناك أسباب أخرى وراءه، وبشكل أساسي سهولة الوصول المتزايد إلى فحوصات الكشف عن السرطان وتشخيصه منذ اعتماد الخطة الوطنية لمكافحة السرطان. وكذا إلى شيخوخة السكان، وزيادة الوزن، ونمط الحياة من نظام غير متوازن وبقدر غير كاف من الفواكه والخضروات، والتبغ والكحول وبعض الأمراض المعدية..

ثم إن واحدة من كل ست وفيات في جميع أنحاء العالم تحدث بسبب السرطان.  واحد من كل خمسة رجال وواحدة من كل ست نساء سيصابون بالسرطان خلال حياتهم، ويموت واحد من كل ثمانية رجال وواحدة من كل 11 امرأة بسبب السرطان.

 لكن، يمكن تجنب أكثر من ثلث حالات السرطان، ويمكن علاج ثلث آخر إذا تم اكتشافه في الوقت المناسب ومعالجته بشكل جيد.
وينتج السرطان عن عدة عوامل، عادة ما يكون تفاعل بين العوامل الوراثية والغذائية والسلوكية والبيئية.

تسبب خمسة عوامل سلوكية وغذائية بشرية ثلث وفيات السرطان:
1- زيادة الوزن.
2- ضعف استهلاك الفواكه والخضروات.
3- قلة ممارسة الرياضة.
4- التدخين.
5- الكحول يعد تلوث الهواء في المناطق الحضرية والدخان الضار داخل المنزل وبعض أنواع العدوى الفيروسية من عوامل الخطر أيضا.

في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، ينتج حوالي ثلث حالات السرطان بسبب عدوى مثل التهاب الكبد الفيروسي أو عدوى فيروس الورم الحليمي البشري التي تسبب سرطان عنق الرحم لدى النساء، رغم توفر اللقاحات ضدها، لكن قلة استخدامها إلى حد كبير بسبب عدم قدرة الوصول لها أو بسبب الجهل بأهميتها أو الإهمال ...

إن أكثر انوع السرطانات شيوعا بالمغرب عند الرجال هي سرطان الرئة وسرطان القولون والمثانة.  وعند النساء: الثدي والغدة الدرقية وعنق الرحم والقولون والمبايض.

أظهر مسح أُجري سنة 2017 أن 11.7٪ من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر مدخنون، و21.1٪ لديهم مستوى غير كافٍ من النشاط البدني، و53٪ يعانون من زيادة الوزن، و20٪ يعانون من السمنة.

السرطان إذن مشكلة صحية صعبة، لكنه دراما يمكن تجنبها إلى حد كبير من خلال اتباع أسلوب حياة صحي: نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، وفقدان الوزن، وممارسة الرياضة البدنية، وكذلك التوقف عن التدخين والكحول. 

كما أن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي لدى الفتيات الصغيرات الذي تم العمل به مؤخرًا مجانًا بالمغرب يهدف إلى الحد من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى النساء بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطان.  يمكن للفحص المنظم لبعض أنواع السرطان (الثدي، وعنق الرحم، والقولون، والبروستاتا، وما إلى ذلك)، والتشخيص المبكر والرعاية المناسبة أن ينقذ آلاف الأرواح ويمنع الأفراد والأسر والمغرب من التأثير الاجتماعي والاقتصادي الكبير المرتبط بالسرطان.