الجمعة 29 مارس 2024
منبر أنفاس

العياشي الفرفار: ذكرى 11 يناير حين تنتصر الشرعية

العياشي الفرفار: ذكرى 11 يناير حين تنتصر الشرعية العياشي الفرفار
ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944  لست مجرد حدث، وانما هو لحظة ملهمة في تاريخ الوطن . يحتفي بها المغاربة وفاء وبرورا برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وتخليدا للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن، من اجل مستقبل المغرب في تلاحم بين الشعب والملك .
الحدث دال و كثيف، يعكس حجم التناغم بين الملك وأقطاب الحركة الوطنية .  

حيت تواصلت مسيرة الكفاح الوطني بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس رحمه الله، حين  اغتنم فرصة انعقاد مؤتمر آنفا التاريخي في شهر يناير 1943، لطرح قضية استقلال المغرب وإنهاء نظام الحماية، لأن طموح المغرب لنيل استقلاله واستعادة حريته طموح معقول ومشروع. 

 في هذا السياق، حدث تحول نوعي في طبيعة ومضامين المطالب المغربية بحيث انتقلت من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال، مما كان له بالغ الأثر على مسار العلاقات بين سلطات الإقامة العامة للحماية، وبين الحركة الوطنية التي كان بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه رائدا لها وموجها وملهما لها. الحدث كا جزءا من مسار طويل من اجل المغرب، حيت  المسيرات المتواصلة بعد الاستقلال، والانتقال من الجهاد الاصغر إلى  الكهاد الأكبر،  تهدف إلى بناء الوطن و تحقيق التنمية وتكريم المواطن المغربي.

بناء الوطن واستكمال الوحدة الوطنية كان أولوية وطنية وموضوع اجماع وطني، حيت الترافع والدفاع عن مغربية الصحراء، يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري و الثقافي والاقتصادي التنموي، من خلال  النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة.

إن الوفاء لروح ذكرى 11 يناير، ولمضامينها الخالدة،  وهو ما يتطلب مواصلة التعبئة واليقظة، من أجل الدفاع عن وحدة الوطن،  تحقيق التنمية و الرفاه للمواطن .
الحدث ليس مجرد ذكرى، وإنما حدث ملهم من أجل الاستمرار في معركة التنمية، الديموقراطية، بناء دولة الحق و القانون رغم الاكراهات الكبيرة و حجم الطغوط . وهوما يزيد من درجة يقظتنا  في مواجهة كل الصعوبات والمكائد. 

يبدو ان الحلم المغربي  هو كابوس لجيراننا،  وأن مشكلتنا المعقدة مع  الأخ والجار العربي الشقيق،  الذي  يتقاسم معنا وحدة اللغة والدين والثقافة والحيز الجغرافي ووحدة المصير. قصة المغرب مع جاره شبيه  بقصة نبي الله يوسف. 

لم يعادي يوسف سوى شقيقه، الذي حاول قتله و اخترع حكاية الذئب للتمويه والخداع. أن يوسف شبيه بالمغرب منحه الله  تناغم ملك وشعب، هي  فسيفساء جمال مغربي وأساس قوتنا، جعلت الجار الشقيق يغار، ويحاول اغتيال الحلم المغربي  أو على الأقل عرقلة اكتماله أو تأخيره. 

الحلم المغربي يزعج الأخ الشقيق الجار، والغريب أنه يشبهنا فهو يصلي كما نصلي، ويصوم  كما نصوم، ويفرح  إذا سقط المطر، ويصلي إذا انحبس، ويدفن موتاه  كما ندفن موتانا، ويتكلم لغتنا ويخاف من نار جهنم، كما نخاف. ويطلب الجنة كما نطلبها، ويركبون الخيل والجمال والحمير كما نركبها، ولا يأكل لحم الخنزير كما لا نفعل، لكنه لا يريد  أن يكون لنا حلم .

ولا يريد أن تكون لنا دولة قوية تحافظ الارض والإنسان في وقت تذوب فيه الانظمة الصلبة وتختفي، لا يريد لنا ان تكون لنا دولة تقف في وجه من لا يتحرم سيادتنا وأن معيار الثداقة معنا احترام وحدتنا الترابية.
 حلمنا أزعج الجار الشقيق، لذا فهم يعادوننا وربما يكرهوننا لأننا رفضنا الخضوع والخنوع وتقديم الولاء للمستعمر.

أجمل ما في الحدث أنه كشف الحقيقة، وأبان عن معدن الدول، الحقائق دائما مؤلمة لكنها مفيدة من أجل المستقبل ومن أجل التاريخ.
فشكرا لكل من يساند الحلم المغربي، ولكل من آمن بالحلم المغربي، ولكل من وقف مع الحلم المغربي، حين ابدع المنتخب المغربي في مونديال القيم بقطر تتحدث الشعوب وأصبح الحلم المغربي والإبداع المغربي ابداعا عربيا اسلاميا عابرا للحدود . ولم يستطع النظام بالجزائر وضع حدود ومنع الشعب الشقيق من الفرح. 

حلمنا ليس مسيجا، لكنه حلم كل الاخوة سيتحقق حين تفتح الحدود، الأخ الأكبر لا يتخلى عن اشقائه  في  وقت الشدة .
حلم المغرب الكبير سيتحقق حين تفتح الحدود مع إخوتنا في الجزائر وحين يرفرف العلم المغربي في اليمن وحين لا يصبح السوري مجرد متسول في شوارعنا،  وحين ننتصر للقدس وننتصر لقيمنا العربية الأمازيغية والإسلامية والإنسانية. 

حلمنا أكبر من تنظيم تظاهرة رياضية او حتى المشاركة فيها، إنه حلم للمصالحة من أجل العودة إلى الذات والتاريخ ووحدة المصير، آنذاك سيصبح الحلم المغربي حلما عربيا. 
ننتصر جين نكون جميعا وأن ننتصر للمشترك وأن نكون قوة نبني الجسور ونزيل العراقيل ونقضي على مليشيات الحرب التي تحتاج من الازمات.

11 يناير حدث وذكرى ملهمة في تاريخ المغرب من أجل استكمال الحلم المغربي في فضاء عربي إسلامي أورومتوسطي.