الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الله رشاك: في ذكرى 11 يناير المجيدة.. ما فتئت قنواتتا تمطرنا بوابل من البرامج والمسلسلات الركيكة

عبد الله رشاك: في ذكرى 11 يناير المجيدة.. ما فتئت قنواتتا تمطرنا بوابل من البرامج والمسلسلات الركيكة عبد الله رشاك
تتكاثر البرامج التافهة التي تهدف "تسلية" الشباب، تسليته عن ماذا؟ عن تاريخ وطنه ونضال ملك وشعب ؛ برامج هدفها تضييع وقت النشء والشباب وغيرهم. وفي الأخير يتم التباكي على سلبية هؤلاء ونفورهم من الإهتمام بشؤون بلدهم!!
ورغم ارتفاع معدل التمدرس والتعليم والمتعلمين منذ الإستقلال؛ فإن ذلك لم يواكبه ازدياد الوعي بقضايا الأمة والشعب.لقد كانت الأجيال الأولى أثناء فترة الإستعمار، أكثر وعيا والتصاقا بالوطن وهمومه، ومنخرطة بتفان بطولي في تحريره.وكذلك كان جيل الإستقلال،على نفس الدرجة من الإلتزام الوطني،رغم انخفاض مستوى تعليم بعضهم.
أما الأجيال التي أعقبت الفترة الذهبية للإستقلال، فقد تدنت لدى بعضها قيم المواطنة والإنتماء للوطن.. وحلت محلها أنانية مفرطة بفعل عدة عوامل موضوعية وأخرى ذاتية.
 
وبمناسبة ذكرى عزيزة ،أذكر نموذج من نماذج خدمة المستعمر في وقته وهي عبارة عن قصة واقعية حكتها لي أمي المقاومة رحمها الله والمناضلة في حزب الإستقلال أيام الإستعمار يذكر التاريخ حالةامرأة تدعى"باگاگا"Bagaga ،سيدة قوية البنية ضخمة الجسم ،كانت عميلة للفرانسيس  تسببت في أذى كبير للمقاومين والناس أجمعين في الدار البيضاء وبالخصوص بالحي المحمدي معقل النضال والجهاد الأصغر.كانت لا تخفي اعتزازها وعمالتها للخواجة،الذين كانوا يوفرون لها الحماية والرعاية المادية والمعنوية تأذى بسببها رهطا كثيرا من الناس في أنفسهم و مصالحهم حار الناس في طريقة للانتقام منها.لكن كل المحاولات فشلت في النيل منها رغم كل الدهاء الذي اتبعه المقاومون ،كانت لها عيون تخبرها بالمكايد والمطبات للإيقاع بها. فكم من الرجال تأذوا من مكرها اعتقالا وتنكيلا واغتيالا.كان إسم باگاکا وحده يثير الرعب والكراهية والغثيان والحيرة.
وذات صباح أفاقت ساكنة الحي المحمدي على خبر مصرع باكاكا في أحد أزقته. لم يتم تصديق الخبر في البداية ورغم تداوله 
 وشيوعه شككت غالبية  السكان فيه، وذلك بسبب ورود خبر مقتل هذه العميلة مرات عديدة في محاولات سابقة لتصفيتها.
لذا، سعى عدد من الأشخاص للتأكد بأنفسهم من الواقعة؛ فتنادوا إلى الزقاق فوجدوا الخائنة صريعة على بطنها وسط الطريق حيث ظلت ممددة : جثة ضخمة مضرجة في دمائها، لا أحد تجرأ على الاقتراب منها أو تغطيتها كما تجري العادة في  وقائع مشابهة؛بل على العكس، سرى ارتياح عام ملحوظ  بين ساكنة الحي. بعد شهادات ومعاينات ،تأكد الخبر ..ظلت جثة باگاگا ملقاة وسط الزقاق، مع انتشار شائعة منع المواطنين من حمل الجثمان وتنظيف المكان و دفن الحثة.
كان هذا السلوك العفوي  واضحا وهو بعث رسالة إلى الخونة المستترين بين الناس أن هذا هو المصير  الذي ينتظرهم،مع تركهم عرضة للتشفي نظيرما جنته أيدي الخيانة في حق الوطن والمواطنين.
كما تجدر الإشارة أيضا إلى عميل ٱخر للاستعمار الفرنسي يدعى "خربوش " و كان وراء اغتيالات عديدة في صفوف الوطنيين من المقاومين في الحي المحمدي. والمرجو ممن لا زال من المقاومين أوأبنائهم ،أن يخبروا المغاربة عن مٱلاتهم..
والخلاصة هي ألا تساهل مع أعداء الوطن السابقين واللاحقين.ولعل هذه الحادثة الحقيقية التي استحضرتها في هذه الأيام التي يحتفي فيه المغاربة بذكرى 11 يناير المجيدة تكون نبراسا لنا جميعا، نحن المغاربة ،ولنتذكر رجالا ونساء، قضوا ووهبوا أرواحهم وأموالهم ليبقى الوطن حرا ﻷبنائه وليقتدوا بهم .رحمة الله عليهم جميعا