الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: عبد الرؤوف ...." حبيناك وحنا صغار ..."

عبد السلام المساوي: عبد الرؤوف ...." حبيناك وحنا صغار ..." عبد السلام المساوي
   بعد رحيل أحمد بادوج وثريا جبران وعبد الجبار لوزير وشامة الزاز وحمادي التونسي وسعد الله عزيز ونور الدين بكر  ...دفتر العزاء الفني يفتح من جديد لاسم كبير في التمثيل الكوميدي  ، على إثر رحيل الفنان الكبير عبد الرحيم التونسي .
   ويتوالى الفقدان  ، ويتوالى الحزن والضيق الكبير في المجال الفني .
   كبار في مجال الفن يترجلون عن صهوة الحياة والفن ، ومبدعون ومشتغلون في مختلف الفنون يعانون من ضيق وصعوبة الحال ...
   في هذه الأجواء الحزينة يفتح دفتر العزاء الفني من جديد لرائد فني في التمثيل والكوميديا والفكاهة ، مؤسس كبير اسمه عبد الرؤوف بعد عقود من الحياة وعقود عديدة في التمثيل  في مجال المسرح والسينما...
   عبد الرحيم التونسي ( عبد الرؤوف )  الذي ولد سنة 1936 في مدينة الدار البيضاء ، بدأ أولى خطواته على خشبة المسرح بداية الستينيات من القرن العشرين ؛ 
   عبد الرؤوف ، أشهر الفكاهيين المغاربة ، تميز بلباسه التقليدي الفضفاض ، وعفويته بتقديم أعماله ؛ 
  الفكاهي المغربي عبد الرحيم التونسي ، يعد رمزا للفكاهة بالنسبة لجيلنا ،والذي كان ينجح في حملنا معه الى عالمه البسيط المفرح ،وكنا ساعتها نفلح في مشاركته كل ذاك الفرح ،شخصيته المتفردة ،التي تفيض "سذاجة "و"براءة "من خلالها كان يذرع بنا في عالمه الذي طالما ابهرنا .بعيدا عن "بهرجة "متعمدة" هدفها تجاري محض بئيس،على شاكلة أغلب ما يروج الان ،والذي يقرفنا ولم يحقق لدينا أي متعة ،فوليناه  ظهورنا ،واعجابنا ،وماكنا على ذلك بنادمين .
   احببناك ...بكل تقدير واحترام ... روح مرحة ...ممثل بسيط...كوميدي ...ابتسامته لا تخفي عفويته...خفيف الروح ، من هنا كنت تستقبل في البيوت على التلفزيون وخشبات المسرح  باعجاب مستحق وترحاب كبير من طرف المغاربة ...
   ننحني احتراما لك ايها الفنان الكبير ...ايها الفنان المغربي...سلاما سلاما...
   عبد الرؤوف ...فنان بالطبع والطبيعة ...بالفطرة والغريزة ...عفوي وتلقائي ...من هنا كان الصدق ...وكان الحب...
  عبد الرؤوف ...فنان ...بدون مساحيق هو فنان ...بدون تكلف هو فنان ...بدون تصنع هو فنان ...هو انسان ... ...هو مغربي ...
عرفنا الضحكة عندما تنبعث من الأعماق ...عرفناها وعشناها مع الرؤوف....
عشقنا المسرح ، عشقنا الفكاهة ، عشقنا البساطة ، عشقنا بلادنا  بإطلالة عبد الرؤوف....
  رحمك الله أيها الفنان العفوي عبد الرحيم التونسي وأسكنك خير جناته بقدر ما أسعدتنا وانتزعت البسمة من على شفاهنا مرات ومرات  رغم أنف زمن تبدلت فيه الأمزجة واعترت فيه حيواتنا المتاعب والأكدار.. ربما قدرنا ان نفقد جميع من نحب حتى من أثروا ذاكرة طفولتنا بوميض توهجهم في تقديم فن نقي بعيدا عن التفاهة  والاسترزاق .. يوم حزين عبد الرؤوف أضافه رحيلك عنا إلى قائمة الأيام الحزينة فوداعا ...
   ليس سهلا ان نستوعب  اليوم رحيل عبد الرؤوف..انه ليس رحيلا لكوميدي كبير فقط ...انه رحيل لمكون من مكونات هويتنا ...ثقب في الذاكرة والوجدان ...يتم للفن المغربي في تجلياته الإبداعية التلقائية...