السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

حمداني: بعد فوز المغرب..الدبلوماسية الرياضية في خدمة المصالحة المغاربية

حمداني: بعد فوز المغرب..الدبلوماسية الرياضية في خدمة المصالحة المغاربية بوبكر حمداني
تعتبر الدبلوماسية الوقائية من الاستراتيجيات الرئيسية لمنع تصاعد المنازعات إلى الصراع، وتشير الدبلوماسية الوقائية ايضا إلى الإجراءات المتخذة لمنع نشوء النزاع أو تحوله إلى صراع، وقد تأخذ اشكال الوساطة أو التوفيق أو التفاوض وتتعد اشكال هذه الدبلوماسية الوقائية إلا أنها تشترط وجوبًا وجود أجواء إيجابية للشروع فيها.

ولن تتوفر حاليا في المنطقة العربية شروط  للوساطة والصلح أفضل من أجواء كأس العالم المنظمة هذه السنة في قطر  لإعادة العلاقات بين الدول العربية إلى مسارها الطبيعي سياسيًا واقتصاديا واجتماعيا لأن الرياضة لطالما كانت ذلك الجسر الناعم لتذويب الخلافات بين الدول عندما تستثمر الأنظمة الحكيمة التقارب الحاصل بين الشعوب وتبني عليه بتطبيق نظرية دبلوماسية كرة الطاولة "Ping-pong diplomacy" التي كثيرا ما وظفت في حقل العلاقات الدولية من طرف الدول لاصلاح علاقاتها مع نظيرتها.

وهي النظرية التي ترجع إلى عودة العلاقات الأمريكية الصينية عندما مهدت الرياضة الطريق لزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون إلى بكين في عام 1972. حين بدأ التمهيد لهذه الزيارة في بطولة العالم لكرة الطاولة لعام 1971 في ناغويا، اليابان بعد لقاء بين اللاعبين "جلين كوان" من الولايات المتحدة و"زوهانج زيدونج" من جمهورية الصين الشعبية.
هي الفرصة التاريخية للاستثمار تأهل المنتخب الوطني المغربي واجواء الإجماع العربي والإسلامي التي خلقها بين الشعوب للشروع في وساطة خليجية فاعلة لإنهاء الازمة القائمة في المغرب العربي او إعدتها على الاقل شروط 1989 المحدث بموجبها اتحاد المغرب العربي وتحييد القضايا الخلافية وترك حلها للهيئات الإقليمية والدولية المختصة.
وقد يكون من الحلم مشاهدة القادة المغاربيين الخمسة في منصة متابعة المنخب المغربي في نهائي كأس العالم وعبور السيارات بين حدود مفتوحة بين الدول المغاربية تنقل الشعوب وإفراح الشعوب، ربما ففي كأس العالم في قطر تحققت العديد الأحلام المستحيلة لكل حالم، لكل العالم.