الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

في ندوة تفاعلية لنادي الصحافة..مطالب بالنهوض بالمهنة والمهنيين

في ندوة تفاعلية لنادي الصحافة..مطالب بالنهوض بالمهنة والمهنيين ندوة التفاعلية حول " راهن الإعلام المغربي"
أكد الكاتب والإعلامي عزيز كوكاس على أن أول شرط لخلق قيم مشتركة، هو الحوار، والإنصات إلى البعض دون صراع الأصوات، أو الربح والخسارة، مبرزا في كلمة له في الندوة التفاعلية حول :" راهن الإعلام المغربي"، والمنظمة من طرف نادي الصحافة بالمغرب يوم السبت 3 دجنبر 2022 على هامش اجتماع المجلس الإداري للنادي، أن الصحافة عموما تعيش أزمة حقيقية، والصحافة الورقية بالخصوص، تعيش صراع وجود مرتبط بصراع أنطولوجي عام، حيث طغت الحداثة، ولعبت الأنترنيت أدوارا هامة، فيما لا يزال مصدر الورق واحد، وهو الخشب، وصار من الصعب تحطيم عشرات الأشجار بدون حساب.

وأضاف أنه في غياب مصادر أخرى غير الخشب، ستزداد تكلفة الورق.

وعرج كوكاس إلى الحديث عن الدعم الذي تمنحه الحكومة للمنابر الإعلامية منذ 15 سنة مضت، مشيرا إلى أن "دعم الدولة للإعلام خلق أثرياء الصحافة، وفقرائها، خلفت قلة قليلة من أغنياء الصحافة، والبقية لازالت تواجه الفقر.. فصار هم الإعلاميين التسابق نحو الدعم"، مشددا على ضرورة المحاسبة على سوء التدبير التي تعيشه عدد من المؤسسات الإعلامية.
كوكاس تحدث أيضا عن الأوضاع المزرية للعديد من الصحافيين، مشيرا إلى أن جلهم لا يجد في آخر حياته ثمن التطبيب، والدواء، وقال في هذا الصدد "هناك من هم أشبه بشهداء الصحافة، نهايات مأساوية عاشها البعض رغم أنهم قدموا الكثير للصحافة، لذلك نحتاج إلى تقوية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، للبحث عن ما هو أعمق من تحسين الأجور". 

وأشار عزيز كوكاس إلى توالد مقاولات ربحية اليوم، صارت تهدد الإعلام، كما أن الإشهار جبان، يميل حيث التداول، والبحث عن البوز، وأعراض الناس صار مباحا، حيث صار كل شيء شأنا عموميا..

وأفاد في هذا الصدد بأن الإعلام اليوم، يعيش صراعا حقيقيا بين جيلين، بينهما تباعد في القيم والتربية.

وفي تفاعل مع النقاش حول واقع الإعلام المغربي، تقدم الإعلامي جمال المحافظ بتوصيات للنهوض بمهنة الصحافة، مشددا على ضرورة الترافع لتنقية الأجواء مع الأطراف المتواجدة خارج الجسم الصحافي.

وأثار جمال المحافظ مسألة اللجوء إلى مسطرة العفو في حديثه عن الصحفيين المعتقلين الذين قضى القضاء في حقهم بعقوبات حبسية، وقال في هذا الصدد:" 

جميل جدا لو أن نادي الصحافة في المغرب يأخذ مبادرة طلب العفو الملكي على الصحفيين الذين تم الحكم عليهم بعقوبات حبسية".

ومن بين توصيات جمال المحافظ أيضا، ضرورة الترافع في مسألة اللجوء إلى القانون الجنائي في قضايا النشر من أجل تعديل تلك القوانين.

وفي كلمة له، قال الصحافي رشيد البلغيتي إن هناك مواجهة بين الصحافي، والمؤثر، مشددا على أنه على المجلس الوطني للصحافة، والنقابة الوطنية للصحافة بالمغرب البحث عن الطرق المناسبة للرفع من قيمة الصحفي.
وأفاد البلغيثي أن الذرع الأول للصحفي هو الأجر، " صحفي محصن من الرشوة، في مهنة يحمل فيها الصحفي قلمه، وكأنه يحمل مشرط طبيب، الطبيب يقتل شخصا واحدا، فيما نقتل نحن الصحفيين مجتمعا".

وفيما أكد على ضرورة مراجعة الاتفاقية الجماعية للصحافيين، أثار البلغيثي سؤال الاستقلالية المالية، وتحدث عن الإشهار كأداة تمنحها الحكومة لمؤسسات دون أخرى بسبب خط التحريري.

هذا، وخلص المشاركون في هذا النقاش التفاعلي على ضرورة النهوض بالإعلام المغربي، واستعادة دوره في التربية، والدفاع عن القيم، وتخليصه من "الرداءة" التي صارت عنوانا لبعض المنابر، مشددين على ضورة فتح ورش حول الإعلام المغربي الذي صار يحتاج إلى استراتيجية إعلامية واضحة المعالم.