الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

"مهرجان سينما المؤلف" بالرباط يتواصل بتنظيم ندوات حول نمو صناعة السينما الأفريقية

"مهرجان سينما المؤلف" بالرباط يتواصل بتنظيم ندوات حول نمو صناعة السينما الأفريقية فعاليات المهرجان وصفاء أحمد آغا (يمينا)
تواصلت فعاليات الدورة 27 لمهرجان سينما المؤلف بالرباط، بتنظيم ندوات هذه الدورة التي تتمحور حول نمو صناعة السينما الإفريقية في 20 سنة الماضية. 
ويشارك فيها عدد كبير من صناع السينما الإفريقية وهم المخرج السينغالي موسى توري ومدير مهرجان الأقصر للسينما الافريقيه المخرجة عزة الحسيني والمخرجة المغربية مريم آيت بلحسين و الأستاذة سعاد حسين رئيسة المرصد الإفريقي للسينما والسينمائي المغربي  بوبكير الحيحي والناقدة المصرية  ناهد صلاح. 
ومن أهم محاور الندوة  أنها تطرقت إلى موضوع  دمقرطة السينما الإفريقية إلى منصات البث بفضل الثورة الرقمية الحالية بغية رؤية الفيلم الإفريقي أفضل و كذلك التحديات تواجه الفيلم الإفريقي سواء داخل القارة او خارجها ؛ بالإضافة إلى طرح إشكالية فيلم المؤلف ومكانته في السينما الإفريقية سواء الناطقة بالفرنسية أو الإنجليزية
ومن أهم الأفكار التي ناقشتها الندوة فكرة تركيز السينما الأفريقية في القرن الماضي على موضوعات الاستعمار والاستعمار الجديد ، وتفكيك واعادة بناء التاريخ وأزمة الهوية الإفريقية، لتأتي  الألفية الجديدة بمعايير مختلفة  غيرت اللعبة ويرجع الفضل في ذلك علي وجه الخصوص إلي الثورة الرقمية وظهور جيل جديد من صانعي الأفلام الأفارقة الشباب في القارة وفي الشتات ، حيث حاول المتحدثون في الندوة التركيز على مناقشة  نقاط القوة والضعف و ما وصلت اليه صناعة السينما في افريقيا و وضعيتها الحالية والآليات والتحديات التي يجب مواجهتها من أجل صناعة أفضل في الفترة الآنية .
ومن بين أهم التحديات التي طرحت تفاصيلها في هذه الندوة هو ما جاء في ورقة الباحثة والناقدة المصرية الأستاذة  ناهد  صلاح ، حيث قدمت أبرز  التتحديات التي  تواجه صناعة السينما الإفريقية..وهذا ما جاء في معرض مداخلتها حيث قالت : "على الرغم من التطور الملحوظ سواء على المستوى التقني أو  الفني إجمالا في السينما الإفريقية على مختلف بلدانها ومدارسها، هذا التطور مرتبط بدوره بالتطور التكنولوجي والإبداعي العالمي، وعلى الرغم من وجود صناعة قوية في بلاد أفريقية مثل مصر والمغرب وتونس في شمال افريقيا ، وحضور افلام هذه البلاد في مهرجانات عالمية كبرى، بل وحضور نيجيريا على سبيل المثال كثالث بلد على مستوى العالم في الانتاج السينمائي، يعني نوليوود بجوار بوليوود وهوليوود ، إلا أن صناعة السينما في افريقيا تواجه تحديات كبيرة ومنها: 
(1 ) الأزمات الاقتصادية التي تعرقل الإنتاج
(2) ضعف التوزيع أو بالأحرى غيابه، فكثير من البلدان الإفريقية تنتج أفلاما ولا سبيل لعرضها إلا في المهرجانات. لا يوجد دعم عالمي لعروض تجارية ولا حتى عروض محلية .
(3) عائق اللغة واللهجة ( افريقيا زاخرة باللغات واللهجات) 
(4) الصراعات السياسية والحروب
(5) السينما المصرية مصر وعلاقتها بافريقيا.. نقطة أود التركيز عليها لتوضيح الصورة والتأكيد على غياب التواصل ، بالرغم من الجغرافيا الواحدة والمصير المشترك.
على هذه الخلفية التراكمية من الإهمال لافريقيا في السينما المصرية وحتى المغربية  تأت أهمية مهرجان خريبكة و  الأقصر للسينما الإفريقية ودورهما الفاعل في التواصل مع افريقيا ، أفلاما وصناعا.
ومن بين تماره تقليل من سيطرة بعض الدول الأوروبية  على السينما الأفريقية،  كفرنسا لمجرد أنها تملك الإمكانيات المادية إضافة إلى هيمنة لغتها  التي فرضت نفسها على ثقافة عدد من الشعوب الأفريقية.
 رغم هذا و كل ما سلف ذكره لا بد من إقامة  مبادرة ادعو إليها من هنا في  إطار الشراكة بين مهرجان الأقصر ومهرجان الرباط لسينما المؤلف من أجل بناء سينما لصالح الشعوب الأفريقية.
وذلك بإنشاء المنصات وتعددها وهذا بالتأكيد سوف يساعد على الترويج وانتشار الافلام الأفريقية وكذلك طرح رؤى جديدة بعيدة عن سيطرة الأوروبي وتدخلاته.
جدير بالذكر أن الندوة أقيمت في إطار أن الرباط عاصمة المملكة العربية إختيرت كعاصمة الثقافة الإسلامية والإفريقية أقيمت شراكة بين مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ومهرجان الرباط لسينما المؤلف.