الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

عن النصر القادم من الشّرق بسلاح التراث اللامادي بقيادة كتيبة العلام الحسناوي دحمان

عن النصر القادم من الشّرق بسلاح التراث اللامادي بقيادة كتيبة العلام الحسناوي دحمان الزميل فردوس يقبل رأس العلام الحسناوي دحمان وكتيبة فرسان الشرق

لن أتردد في كتابة رسالة تقدير واحترام ورفع القبعة لفرسان الجهة الشرقية برآسة العلام الحسناوي دحمان الذي شرف تراثنا اللامادي في زمن اليقظة الثقافية التي تطالبنا وتلزمنا بتثمينه وتحصينه، والدفاع عنه بشرف والترافع عنه بعشق وحب.

لي اليقين أن قلمي سيطاوعني لأوجه رسالة للقائمين على الشأن الجهوي والإقليمي والمحلي بالجهة الشرقية، لإقامة عرس وطني هناك، عنوانه العريض، انتصار كنوز تراثنا المتعدد بروافده وخصوصياته، وتحقيق أهداف معرض الفرس الدولي الذي يعد محطة عالمية تقدم فيه ومن خلاله على طبق باذخ أمام العالم تراث فن التبوريدة، حيث ننتظر بلهفة لحظة إعلان استقبال فرسان كتيبة الشرق والإحتفال بهم والتنويه بكل مجهوداتهم التي شرفت كل المؤسسات والقطاعات ذات الصلة بالتراث بالجهة الشرقية.

حين صنع فرسان كتيبة "بَّارْدِيَةْ" الشّرق ملحمة الوطن ومثلوا جهتهم الشرقية بذخائر كنوز التراث المادي واللامادي، وهم القادمين ليمثلوا تراث الأجداد على صهوات الخيل بمعرض الفرس الدولي للجديدة، وكلهم فخر واعتزاز بعادات وتقاليد الموروث الثقافي الشعبي، أمام أعتى وأقوى سَرْبَاتْ سنابك الخيل والبارود (18 سربة ممثلة لمختلف جهات المملكة)، تلمسنا وأحسسنا بحواسنا نسائم الشرق المخضبة برائحة عطر الأرض الطيبة المحملة برسائل الشجاعة والشهامة والنبل والأخلاق وطيبة إنسان الجهة الشرقية.

كتيبة فرسان الخيل والبارود برآسة العلام الحسناوي دحمان، أتت مسلحة ومدثرة بكل الأشياء الجميلة التي تعكس حضارة الأمة المغربية الممتدة على مدى قرون من التاريخ، ولم ينسوا أنهم فعلا يمثلون المنطقة الشرقية ومدرسة الطريقة "الْكَتَّافِيَّةْ" في فن التبوريدة التي وروثها أبا عن جد.

فرسان الشرق، لم يثنيهم عن إصرارهم في تسجيل الحضور القوي ضمن "عَلْفَاتْ" الوطن منذ أن وطأة أقدامهم أرض معرض الفرس الطيبة والشريفة، لا واقعة وحدث نفوق الحصان "لَزْرَ" المسمى قيد حياته (دانيلو ـ Danilo)، الذي كان مَكْتُوبًا، ومُقدَّرا له أن يودع فارسه المقدام الحسناوي دحمان قبل انطلاق منافسات الجائزة الكبرى للملك محمد السادس، ولم يُزِحْهُمُ عن طريق المنافسة الشريفة، ذلك الطعن القانوني في تعويض (دانيلو ـ Danilo) بالحصان الأدهم "قَيْصَرْ" القادم من زاوية "بَنْيَفُّو".

لقد علمتنا جمعية شباب الَمْهَايَا التي تُشْرِفُ وتؤطر كتيبة فرسان الشّرق معنى تجاوز المحن، ولقّننا ثبات لمقدم الحسناوي دحمان وعزيمة مستشاريه الأوفياء دروسا في الحكمة، والموعظة الحسنة، وكيفية حل معضلات واقع الحال، والبحث عن حل لكل المشكلات التي تعترض طريق فرسان التبوريدة، بالمنطق والعقل وحسن التدبير والتسيير من أجل صناعة النصر في ساعة الصفر، بعيدا عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو الرجال.

كان سلاح فرسان الشّرق، هو تعلقهم وإيمانهم القوي بتراثهم، وهويتهم، وعاداتهم وتقاليدهم، لم يبهرهم بريق ولمعان "الْفِيتْرِينَا" و "الْمَاكْيَاجْ"، والتقليد الأعمى في فن التبوريدة، وكأنهم يرسلون رسائل لمن يعنيهم الأمر تقول بالواضح (الجّْدِيدْ لِيهْ جَدَّةْ، وُالْبَالِي لَا تْفَرَّطْ فِيهْ)، كانت تحركاتهم وقراراتهم محسوبة بدقة متناهية، تستند على طريقة الأجداد في ممارسة فن التبوريدة على الطريقة (الْكَتَّافِيَّةْ)، دون الزيغ عن ما توارثوه عن أجدادهم على مستوى الزّي الأصيل والعريق واللباس التقليدي المعروف بالمنطقة الشرقية.

قصة بطولة سربة لمقدم الحسناوي دحمان التي خطّت بمداد الفخر والاعتزاز، تحتاج حقيقة لسيناريو فيلم سينمائي، للكتابة والتأريخ على صهوة الخيول "الزَّرْةْ" ذات الأصول العربية البربرية التي كانت مصرّة على صناعة ملحمة النصر والإنتصار على كل الإكراهات التي اعترضت كتيبة فرسان الشّرق، سواء الذاتية منها أو الموضوعية.

كان "وْثَاقْ" و "خَيْمَةْ" فرسان الشرق برآسة العلام دحمان عبارة عن فضاء مفتوح يعج بالزوار، وبالمحبين والعشاق، القادمين من مختلف مناطق المغرب ليل نهار، لأن الرجل وكتيبة فرسانه تركوا انطباعا جميلا في النفوس على جميع المستويات، واستقطبوا لصفّهم أنصارا وجمهورا عريضا صفق لهم طيلة فعاليات معرض الفرس الدولي. بل  كان "وْثَاقْ" و "خَيْمَةْ" العلام الحسناوي دحمان منصة للفرح وتقديم كل أشكال التعبير الفرجوية والغنائية وفن القول ذات الصلة بالفروسية وحكيها الرائع في حضرة لمة الأحباب، بِالْـصْبَةْ وُالْـﯕَلَّالْ.

لن ينسى الجمهور العريض الذي حج لمعرض الفرس بمحرك التبوريدة بالآلاف، تلك "النَّدْهَةْ" الصوفية والشاعرية المخضبة بعبق الإنتماء لـ "مَشْيَخَتِهْ" الشّرقية، والتي كان ينادي بها العلام الحسناوي دحمان عن فرسانه الأشاوس، ويحفزهم بها، ويضبط خيولهم، من فوق صهوة حصانه المروض بطريقته الخاصة، والتي لا يمكن أن يؤديها إلا هو.

تلك "النَّدْهَةْ" النافذة لأعماق المتلقي، والتي سجلها في ملكيته الخاصة، حيث فضل لنفسه "نَدْهَةْ" تشرئب لها الأعناق وتقشعر لها الأبدان والتي كان يستهل بها طقس "التَّشْوِيرَةْ" أمام الجمهور وفي حضرة الضيوف بالخيم الرسمية قائلا:

"الْحَافِظْ اللهْ

وَاااااا لَمْكَاحَلْ

أَدْخُلْ أَخُويَا أَدْخُلْ

عَادَا.

حْنَا مْسَلْمِينْ لِيكُمْ السَّادَاتْ

دْعِيوْ مْعَانَا

 لِلَّهْ فِي سَبِيلْ اللَّهْ."

نعم يستحق العلام الحسناوي دحمان وكتيبة فرسانه استقبالا بطوليا واحتفالا كبيرا، من طرف جهة الشرق، وإقامة عرس تراثي تحضره كاميرات التلفزة المغربية، ونساء ورجال الصحافة، وفعاليات المجتمع المدني وممثلي المؤسسات المنتخبة والقطاعات الحكومية ونخبة المثقفين والباحثين والمهتمين بتراثنا اللامادي من أجل تحفيز شباب المنطقة الشرقية على ممارسة فن التبوريدة والاستمتاع بحكاية مقدم وفرسانه صنعوا ملحمة وطنية بمعرض الفرس انتصرت فيها الهوية والأصالة والعراقة المغربية.

فهل يفعلها من يهمهم الأمر بالمنطقة الشرقية؟