الخميس 6 فبراير 2025
مجتمع

خبراء في ندوة بموسم أصيلة: الانفصال مشتل للإرهاب بأفريقيا

خبراء في ندوة بموسم أصيلة: الانفصال مشتل للإرهاب بأفريقيا منصة الندوة حول الحركات الانفصالبة بإفريقيا

تواصلت الندوة المفتوحة حول الحركات الانفصالية في أفريقيا يوم الإثنين 17 أكتوبر 2022 بلقاء شارك فيه أليون صال المدير التنفيذي لمعهد " فوتير افريكان"وهيوليت إريك دجونيب من الكاميرون.

وتدخل الندوة المفتوحة في إطار النسخة ال 43 لموسم أصيلة الثقافي الدولي الدور في دورته الخريفية.

وتناول أليون صال خلفيات الانفصال في استنطاق للتاريخ، حيث قال إن أوروبا كانت هي من يسير العالم ويتحكم فيه قبل أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية على الخط وتفرض نفسها خاصة بعد الحربين العالميين الأولى والثانية، ثم تأسيس الأمم المتحدة وخلق دولة إسرائيل.

وذكر أنه بعد الحرب الباردة ظهرت قوى جديدة كالصين، وبالتالي لم تعد هناك دولة وحيدة تهيمن على العالم، متابعا أن أفريقيا كانت دائما حاضرة بين فترات الاستعمار والاستقلال، مشددا على أنه منذ تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية سنة 1963 كان الإجماع على إدانة الانفصال، مستدركا أنه في زمن العولمة وتحرير الأسواق الذي نتح عنه توسيع الفوارق بين دول ازدادت غنى ودول تفاقم فقرها، أصبحت للحركات الانفصالية آذان صاغية لترويج اقتصاد الحروب..

من جهته، قدم الكاميروني "هيوليت إيريك جونيب" نبذة عن تاريخ بلاده التي كانت تحت الحماية الألمانية، مشيرا إلى أن مشاكل الانفصال في هذا البلد بدأت بعد إدماج جزء من شمال البلاد مساحته حوالي 200 كلم في نيجيريا. إضافة إلى أن العامل اللغوي المفرق بين الفرنكفونيين والأنجلو ساكسون ضاعف من الحركات الاحتجاجية المطالبة بالانفصال.

وأشار إلى أن الكاميرون تبقى حالة خاصة لأن وراء الانفصال حركة سياسية ولا علاقة لها بالعنف مثل ما يقع بمنطقة الساحل.

وأوضح أن شعب الكاميرون موزع بين نيجيريا والكاميرون، وأن هناك فوارق كبيرة بين من يعيش بالدولة الأولى حيث الغنى وخلق الثروة و من يعيش بالثانية البطالة والفقر.

وختم هيوليت إريك مداخلته بالتأكيد على أن هناك محاولات جادة لتوحيد الكاميرون.

وعلى هامش الندوة، قال الدكتور علي بوحاجب، مدير المركز الأورو-متوسطي والدراسات الأفريقية بلندن في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" إن أفريقيا تؤدي ثمنا غاليا من تبعات الاستعمار ونهب ثرواتها مما جعل دولها غير قادرة على تلبية حاجيات مواطنيها، وبالتالي توالت الانقلابات ودعوات الانفصال، متسائلا في هذا السياق، كيف لدولة مثل الجزائر أن تنخرط منذ سنوات طويلة في دعم إنشاء كيان وهمي والعمل على تحويله إلى دويلة.

وتابع أن المغرب في صحرائه وأنه تقدم بحل نهائي للمطالبة بالانفصال يتمثل في مشروع الحكم الذاتي.

في نفس الاتجاه، قال الدكتور محمد زكرياء أبو الذهب في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"إن الانفصال يكون دائما مرتبطا بالإرهاب والجريمة المنظمة، مشددا على أن هناك خطأ قانونيا كبيرا ارتكبه الاستعمار في حق المغرب عندما فصل أراضيه على المقاس خاصة في الجنوب مما مهد فيما بعد لولادة كيان البوليزاريو الانفصالي بدعم من الجارة الجزائر.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن مشاكل القارة الأفريقية لن تعثر على الحلول إلا بحرص الجميع على الوحدة الترابية لدولها. أما محاولة خلق دويلات وهمية بين يوم وليلة كما قامت به الجزائر سنة 1976 عندما تم الإعلان عن "جمهورية صحراوية"، فلن يزيد إلا في إغلاق أفريقيا في نزاعات وصراعات لاستنزاف الطاقات والثروات.