يقصد بالقيادة التشاركية تواصل مدير المؤسسة التعليمية مع الاداريين والتربويين للوقوف على مختلف المشاكل التي تواجهها وتقديم الحلول الممكنة والمناسبات لها.
ان نجاح المؤسسة التعليمية في مهامها يرتبط أساسا بأسلوب الإدارة التربوية ونمطها القيادي وقدرتها على توظيف الإمكانات المتوفرة واتخاد القرارات الحاسمة واشراك نساء ورجال التعليم في عملية تنزيل القرارات الإدارية والتربوية والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم.
وهناك عدة مجالات القيادة التشاركية أبرز التحفيز وتفويض السلطة والتخطيط والاتصال. فتحفيز العاملين بالمؤسسة التعليمية يعمل على زيادة كفاءة العمل وتصحيح مساره. كما أن تفويض المدير لجزء من صلاحياته، يساعد العاملين بالمدرسة على انجاز المهام المناطة بهم. وتثير دافعيتهم لتحقيق الأهداف المرجوة. كما أن اتاحة مدير المؤسسة التعليمية للعاملين معه الفرصة في صياغة رؤية المدرسة وتخطيط مشاريعها.
إن القيادة التشاركية داخل المدرسة، توفر بيئة حوار منفتح وتؤدي الى فهم العاملين للسياسات والقران وتساهم في مواجهة والتصدير لمختلف للخلافات.
ان تطبيق القيادة التشاركية بالمدرسة تواجه مجموعة من المعوقات لعل أهمها في البيئة المدرسية وفي الثقافة السائدة في عديد من مدارسنا، والتي ينظر فيها المدراء الاداريين والأساتذة بأنهم مأمورين، وعليهم الانصياع والانبطاح للأوامر.
فلازال هناك مع الأسف الشديد، مدراء يعتبرون المؤسسة العمومية فضاء خاصا بهم، ولا يتقبلون الانتقادات والملاحظات في حقهم، ولا يؤمنون بلغة الحوار لا مع الأساتذة وحتى جمعيات أولياء الأمور. والاخطر من ذلك ينسجون علاقات مع بعض الأساتذة ويكنون الضغينة لمن ينتقدهم. وبذلك يساهمون في تشتيت المؤسسة الى حلفاء موالين للمدراء وآخرين يمثلون المعارضة. وهذا واقع تعيشه عديد من مؤسساتنا التعليمية.
وتعتبر الثقة من بين أهم ركائز العمل الأساسية داخل المدرسة والتي تحافظ على الروابط الثمينة بين كل مكونات المجتمع المدرسي. وبهذه الثقة أبعاد منها الثقة بالزملاء والمبنية على الصراحة والتعاون والاحترام والتواصل.
الا أن هذه الثقة افتقدتها عديد من مدارسنا بسبب مجموعة من العوامل منها وجود بيئة مدرسية غير ديمقراطية وغير حاضنة لرجال ونساء التعليم ومنفرة، وجود إدارة تربوية متسلطة تنفرد لوحدها في تدبير شؤون المؤسسة التعليمية ولا تستشير مع مختلف المجال وعلى رأسها مجلس التدبير، تغليب المصلحة الشخصية الذاتية، بيئة مدرسية يسودها الاستبداد الاداري غير حاملة لأي مشروع تربوي.
ان القيادة التشاركية تعتبر بحق بيئة حاضنة لما توفره من شراكات حقيقية للمدرسين وتفعيل لقنوات الحوار المثمر والبناء واحترام لآرائهم واستثمار لوجهات نظرهم لصالح الحياة المدرسية. كل ذلك من شأنه أن يزيد من ثقة المدرسين بأنفسهم وسيادة جو من الاحترام المتبادل في المدرسة..وعلى العكس من ذلك ، فإن اعمال واغفال دور القيادة التشاركية في المجتمع المدرسي يثير اضطرابات في البيئة المدرسية ، فتنتشر بذلك الضغينة والاحباط ويسود التوتر ويتعذر تحقيق الأهداف المرجوة.
خليل البخاري، باحث تربوي