الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

سعيد عطور: النهضة المسرحية لا تستقيم إلا بتعميم الدعم من شمال المغرب إلى جنوبه

سعيد عطور: النهضة المسرحية لا تستقيم إلا بتعميم الدعم من شمال المغرب إلى جنوبه سعيد عطور (يسارا) ومشهد من مسرحية

عرف القطاع الفني بالمغرب، وعلى رأسه فن المسرح، شأنه شأن باقي القطاعات، فترة ركود دامت لأزيد من سنتين، بسبب وباء "كورونا". وبعد رفع القيود، عادت الحركية للمشهد الفني، لتبدأ العروض المسرحية في التناسل بوثيرة، توحي بوجود نهضة مسرحية.

"أنفاس بريس" اتصلت بسعيد عطور، مخرج مسرحي ورئيس فرقة الداخلة للتنشيط المسرحي بجهة الداخلة لمعرفة هل هذه الدينامية التي يشهدها المسرح جدية أم عرضية، وذلك من خلال الحوار التالي:

 

+ تشهد العديد من المدن المغربية تناسلا للعروض المسرحية بشكل جعل المراقبين يعتبرون ذلك مؤشرا على وجود نهضة مسرحية، ما هي قراءتك؟

- ليس هناك أي نهضة مسرحية، فبمجرد أن فتحت المراكز ودور العرض، بدأت الفرق في تقديم عروض مسرحية بوتيرة كبيرة جعلتنا نعتقد أن هناك نهضة، لكن هذا لا يعكس الواقع. كل ما في الأمر أنه بعد التوقف الذي شهدته جل القطاعات بسبب تفشي الفيروس التاجي تم عودة الحياة لهذه الأخيرة وفتح المسارح والفضاءات الثقافية، عادت للعروض حركتيها بنفس الوتيرة التي كانت عليها قبل الأزمة الصحية.

المستجد الوحيد في المسرح المغربي، هو إطلاق وزير الثقافة لمبادرة "المسرح يتحرك". أما العروض الحالية فهي تلك الإنتاجات المسرحية، التي تم الاشتغال عليها خلال فترة توقف النشاط المسرحي، إلى جانب بعض الانتاجات الجديدة، وليدة سنة 2022، بل أكثر فالعروض التي تغني المشهد المسرحي المغربي الآن تفتقر للتنوع على مستوى الفنانين المشاركين فيها والمخرجين، بحيث نجد أن الفرق المسرحية وأسماء المخرجين، هي ذاتها تتكرر.

 

+ هل يمكن الحديث عن نهضة مسرحية في ظل غياب الدعم؟

- لا يمكننا الحديث عن نهضة مسرحية في ظل عدم استفادة المواهب الشابة وفرق الهواة من أي دعم مادي كان أو معنوي. لم تستفد إلى الآن أي فئة حتى المحترفين، إذ نجد فرقا بارزة تعد على رؤوس الأصابع، تتمركز في المدن الكبرى كالرباط والدار البيضاء، بينما يتم إقصاء الباقي.

النهضة المسرحية مقرونة بتعميم الاستفادة من الدعم الموجه للمسرح على الصعيد الوطني من شماله إلى جنوبه، علما أن الدعم الممنوح للجهة الجنوبية أقل بكثير من الذي تحظى به الفرق المسرحية في المدن الكبرى، ولا بد هنا من أن تأخذ الجهات المعنية بعين الاعتبار بعد المسافة.

بما أن ليس هناك أي تغيير إيجابي يذكر، بل على العكس، تم تشديد شروط حصول الفرق على الدعم من الوزارة الوصية، إذ رفعت نسبة أعضاء الفرق المسرحية الحاصلين على بطاقة الفنان أو خريجي المعهد من 25 إلى 75 بالمئة، وهو أمر غير مقبول لكونه يقصي فرق الهواة، التي تزخر بمواهب وطاقات ممتازة، لمجرد عدم توفرها على بطاقة الفنان.

فالنهضة يجب أن تمس المسرح بجميع كياناته وأصنافه ومستوياته، سواء فئة الشباب أو الهواة أو المحترفين، إذ يجب أن يخصص لكل منها دعم خاص بها.

 

+ ما تقييمك لمستوى الأعمال المسرحية المغربية المقدمة؟

- ارتقى المسرح المغربي إلى مستوى رائع في نقاشاته، في شتى أنحاء المملكة، وهو ما لا يمكن إنكاره، لا من حيث طريقة السينوغرافيا والحوار والمواضيع المتناولة وكذا الجانب التقني والإخراج، مما أضحى يخول له أن يرقى للمستوى العالمي. إلا أن هناك دائما خللا في مواكبة وزارة الثقافة للقطاع، الشيء الذي يعيق طريق ممتهني وعشاق أب الفنون للسير بالمسرح المغربي نحو الأمام.