السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: الوليدية جوهرة المحيط المهمشة بدون مبرر!؟

صافي الدين البدالي: الوليدية جوهرة المحيط المهمشة بدون مبرر!؟ صافي الدين البدالي
تعتبر الوليدية من المدن التي تتميز بشواطئ متميزة من حيث الامتداد على الساحل الأطلسي، تغري بجودتها وبمياهها الهادئة الدافئة وتتوفرعلى مؤهلات سياحية بامتياز، كما أنّها تعتبر من المراكز السياحية الاصطيافية التي تشهد استقبال عدد كبير من الزوار  خاصة في الصيف. لقد ظلت تشهد انتعاشًا سياحيًا منذ سنوات، لأن شاطئها يتوفر على مؤهلات طبيعية جذبت اهتمام العديد من المستثمرين منهم الأجانب الذين بادروا الى إنشاء مرافق سياحية من فنادق وفيلات وبنيات للأنشطة الترفيهية التي تساعد الزائر على قضاء أيام إقامته في هدوء .وهي المركز الذي يعود تأسيسه الى عهد السعديين الذين حكموا المملكة خلال القرنين الـ16 والـ17. كما كان قراصنة سلا يترددون عليها كثيرا ليجعلوا منها محطة استراتيجية لهم . وقد أعاد السلطان الوليد بن زيدان لسعدي1631-1636  بنائها وتحصينها،وهو من أطلق عليها أسم الوليدية. و تشهد على تلك الحقبة التاريخية بعض الأبراج وما تبقى من أسوار لتحصينها.
 
لكن بالرغم من هذا التاريخ العريق للوليدية وما لها من مميزات طبيعية فإنها تعرف تهميشا غير مبرر، حيث لم تستفد شواطئها من أي تأهيل كما هو الشأن بالنسبة لعدد من المدن الشاطئية المغربية،كما لم تستفد من أي التفاتة من لدن وزارة الثقافة من أجل ترميم ما تبقى فيها من مآثر تاريخية تشهد على ماضيها العريق ،لتنضاف إلى سلسلة المعالم الأثرية للبلاد.
 
أما على مستوى التنمية، فإنها لا تعرف أية تنمية اقتصادية رغم ما لها من مؤهلات طبيعية وبشرية ،كما أنها تعرف تهميشا على المستوى الاجتماعي لان هناك شبابا يعيش على حساب البطالة المقنعة والنساء تنتظرن صيفا حاميا كي يتحولن الى بائعات للخبزأو يشتغلن لحساب أصحاب الشقق للكراء في فترة الصيف. ولم تحض من أي تأهيل لبنيتها  التحتية التي بدأت تعرف التدهور والتلاشي ولم تعد قادرة على استيعاب العدد الهائل من حركة المرور بفعل التوافد الكبير للمصطافين والتزايد السكاني في المدينة كذلك، أما على المستوى البيئي فإنها تفتقر إلى تأهيل  بيئي يحميها من زحف البنايات العشوائية التي أصبحت تشكل  حولها  حزام بؤس وهي المدينة الصغيرة التي تحتاج الى حماية من طرف المسؤولين المنتخبين والسلطات المحلية خاصة وأن لها مؤهلات جبائية هامة تتطلب التدبيرالجيد و ليس الإستئزاف لمداخيلها.
 
كفى إذن من تهميش هذه الجوهرة الزرقاء بالمحيط  أيها القائمون  على  الشأن المحلي !؟