بوحسين الحسين اطلعت على جواب رئيسة لجنة دعم الأفلام السينمائية حول الضجة التي أثارها مجموعة من المخرجين والنقاد والمتتبعين للشأن السينمائي بالمغرب.. والذي انصب ردها على شكل عتاب للبعض على طريقة نقدهم وأسلوبهم إذ لمست فيهم نوع من العنف اللفظي.
والحقيقة لم أطلع على أي نوع من العنف ولا أؤيد مثل هذا الأسلوب،(العنف) في النقاش..
لكن ماهو مطلوب سيدتي بدل العتاب إسكات أفواه المنتقدين بالوضوح والإفصاح عن تقرير مفصل عن جوانب الخلل لكل الأفلام المقترحة.. فعندما تتخذ موقفا وقرارا يجب أن تؤيده بحجج ورؤى تقنية وعلمية. ما المانع من ذلك!! وهو حق للمرشحين وللعموم كذلك.. من المفيد أن يوضع المرء أمام المرآة ليرى عيوبه إن كانت هناك عيوب فعلا من أجل تصحيح مسار المخرجين والكتاب والمنتجين...
سيدتي باعتباري جزء من الطاقم الفني لفيلم سيكا.. اشتغلنا بمهنية وصدق كاملين لإنجاز عمل وطني ليس محاباة لأحد فقط لما تستدعيه الظرفية.. انتم تعرفون سيدتي أن هذا الفيلم تم وضعه للدعم في نسخة سابقة في سنوات متفرقة وبقراءة مختلفة عن صيغة سيكا.. وتم قرصنة الموضوع وتم دعمه ولا داعي لذكر لا الشركة ولا المخرج تفاديا للإحراج.. ورغم ذلك لم يخرج أي شخص من الطاقم تحدث عن الموضوع رغم انه حق مشروع.. لان همنا الأول والأخير هو الابداع وليس الصراعات الواهية.. نحن مبدعين حقيقيين لا ننجرف مع التيار... لسنا ممن تتلاعب بهم الأمواج... هل تعتقدين سيدتي أننا لسنا قادرين على كتابة وإنجاز عمل سينمائي يرضي العامة من حب مبتذل وكوميديا مهترئة وكل مايشد العامة ويجعله يحج القاعات السينمائية وتكتب عنه الجرائد والمواقع "فيلم كذا... يكسر الطابوهات ويثير الجدل...." إنه أسهل مما يكون .. نحن لسنا متطفلين على الميدان.. سيدتي ..
لكننا ممن يتوارى إلى الظل ويكفينا العمل ولو مرة في عقد من الزمن لكن ننجز ما يمليه علينا ضميرنا ورؤيتنا الإبداعية وليس اتباع ماهو سائد.. أتعلمين سيدتي أن الشريط سيكا ذو الإنتاج خاص أفضل بكثير من بعض الافلام المدعمة .. أنا لا اتحدث عن موضوع الفيلم بقدر ما أتحدث عن الجانب التقني والفني فيه .. ألا تعتقدين سيدتي أن المنتج مصطفى بوحلبة هو منتج حقيقي بالمقارنة مع الكثير مما لدينا في المغرب هم بمثابة منفذي الإنتاج ينتظرون الدعم ثم ينجزون العمل .. ونحن نعرف كيف يكون الإنتاج لدى بعضهم ينجز بخمسين بالمائة من الميزانية والباقي يصبح في خبر كان بالتقشف على عقود الممثلين و التقنيين .. وهذا موضوع آخر.. بناء على هذه المعطيات أليس ربحا أن نجد منتجا حقيقيا انجز عملا سينمائيا من ماله الخاص وصلت ميزانيته 300 مليون سنتيم بالإضافة إلى ديون إضافية عالقة.. معتقدا أن إنجاز عمل بتفان وجدية وقيمة فنية رفيعة سيدعم لامحالة من طرف المركز... كان بإمكانه ٱنجاز عمل مبتذل بخمسين مليون سنتيم ولا أستبعد قبوله على الأقل في القاعات السينمائية..
من بين الأمور التي لا تغيب عن ذاكرتي أن المخرج يوقف التصوير لمجرد نقص في القيمة الفنية للأكسسوارات او الملابس.. رغم الخسائر المادية لم يفكرا ولو للحظة بغض الطرف عن الأمور التي تنقص من قيمة الشريط السينمائي "سيكا" ..لذلك سيدتي اقول لك أننا لسنا ممن ينساق مع التيار.. نحن لدينا رؤيا سينمائية وتوجه والاختلاف هو سر التطور إن أردتم فعلا للسينما بالمغرب أن تتطور.. وإن كان هناك مانع لا نعلمه عن دعم الشريط السينمائي "سيكا" نورينا فمنكم نستفيد .
بوحسين الحسين
