الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

سعيد عاهد: الحركية الثقافية في مغرب اليوم تسير بخطى متعثرة

سعيد عاهد: الحركية الثقافية في مغرب اليوم تسير بخطى متعثرة سعيد عاهد

عبر الصحافي والشاعر والمترجم سعيد عاهد، في حوار خاص لجريدة "أنفاس بريس"، عن رؤيته للحركية الثقافية بالمغرب في الوقت الراهن، إذ اعتبر أنها تسير بخطى متعثرة وفق سرعات مختلفة حسب الحقول والأجناس ولغة التعبير.

 

فرغم الإنجازات المبهرة التي حققها الباحثون والكتاب المغاربة في عدة مجالات، يرى أن الشعب المغربي مازال يعيش تحت وزر تهميش للحقل الثقافي في السياسات العمومية.

 

وأضاف عاهد، في الحوار ذاته "بالطبع، لا يمكن إنكار التطور النسبي لوضع الشأن الثقافي ضمن اهتمامات الفاعلين في تدبير الشأن العام، وطنيا وجهويا ومحليا، وبعض المؤسسات الخاصة وهيئات المجتمع المدني، لكن إيلاء الثقافة موقع الصدارة يبدو حلما بعيد المنال إذا ما استحضرنا مجمل المعطيات والمشهد كاملا، ولم نتوقف عند بؤر الضوء النادرة المتناثرة هنا وهناك".

 

 وتابع حديثه "لعل من مؤشرات هذه العتمة النسبية، بالإضافة إلى انحسار القراءة ومعيقات النشر ومحدوديته، غياب إعلام ثقافي مهني متخصص، خطه التحريري ضمان إشعاع المنجز الثقافي الوطني، بمختلف تمظهراته وتعبيراته ولغاته، والتعريف به وتقريبه من أوسع فئات المجتمع".

 

وصرح الكاتب عاهد، ابن مدينة الجديدة، بعدم اطمئنانه نهائيا لهيمنة العولمة على كل المجالات؛ معتبرا إياه نذيرا ناطقا على المآل المحتمل للإنسانية الذي سيكون مشابها لمصير العالم في الفيلم الأمريكي "لا تنظروا إلى السماء"، وهذا بالطبع إذ استمرت الأمور في السير على نفس المنوال الحالي. فالسبيل الوحيد كي لا يشهد العالم نهاية مأساوية مثل ما صور له في الفيلم الأمريكي، يكمن في استعادة البشرية لجوهر إنسانيتها، وأن تعود للاقتصاد المعولم شحنة ملؤها الحقوق الاجتماعية والثقافية والبيئية، يحكمها التضامن والمساواة بين الشمال والجنوب.

 

وقد ودع الشاعر المبدع سنة 2021 بسعادة ممزوجة بالحزن والغضب، غضب لاستمرار الوباء، وسعادة باستقبال المكتبات لعدد من أعماله الأدبية التي أجل صدورها بسبب الجائحة، ومشاعر الحزن يبررها بفقدانه لأعز أصدقائه، على رأسهم الإعلامي والشاعر الراحل حكيم عنكر، الذي تلاشت قواه أمام فيروس كورونا اللعين.

 

وعن سؤالنا عن كيف استقبل السنة الجديدة، ذكر أنه استقبلها بتفاؤل، وبمشاريع ثقافية متعددة، شخصية وجماعية، آملا أن تكون سنة سعيدة كاسمه.

 

وكشف المثقف، ذو الأربعة والستين ربيعا، أن مشروعه الحالي عبارة عن ديوان شعري هو الرابع له باللغة الفرنسية، إلى جانب ترجمة ثلاثة مؤلفات من اللغة الفرنسية إلى العربية أولها حول ذاكرة اليهود المغاربة في المغرب الشرقي، والثاني حول الطرد التعسفي لمغاربة الجزائر سنة 1975، والثالث حول المعتقدات والطقوس الشعبية لمغاربة 1925، وهو كتاب للطبيبة الفرنسية فرانسواز ليجي التي مارست مهنتها في مراكش انطلاقا من سنة 1910.

 

وقال سعيد عاهد إن آخر قراءاته هي الترجمة الفرنسية لرواية "المخطوبون"، عمل روائي للكاتب الإيطالي ألساندرو مانزوني صدر سنة 1827، والذي يحكي بواقعية غير مسبوقة عن تفشي مرض الطاعون، مع وصفه لغضب الساكنة بسبب إنكار السلطات لحقيقة انتشار الوباء المميت في القرن السابع عشر، بل أكثر من ذلك أصر أحد أمراء المنطقة على تنظيم احتفالات عيد الميلاد دون أن يأبه بخطورة هذا القرار وتبعاته الكارثية على الرعية...