السبت 20 إبريل 2024
خارج الحدود

الكاتب المصري عز الدين فشير : المطلوب مواجهة الحركات الإسلامية من أجل اتخاذ موقف واضح من العنف

الكاتب المصري عز الدين فشير : المطلوب مواجهة الحركات الإسلامية من أجل اتخاذ موقف واضح من العنف الكاتب والروائي المصري عز الدين فشير
انتقد الكاتب المصري والروائي عز الدين فيشير، المحاضر بكلية دارتموث بولاية نيوهامبشير الأميركية على خطة ماكرون لمواجهة " الإنعزالية الإسلامية " في مقالة بصحيفة " واشنطن بوست "، وقال الكاتب إن الأحداث الأخيرة تؤكد الحاجة إلى قراءة إصلاحية للإسلام، ولكن مثل هذا الإصلاح لن يتم من خلال تشويه سمعة الإسلام أو المجتمعات الإسلامية كما فعل الرئيس الفرنسي ماكرون.
وأكد فيشير إن المطلوب هو مواجهة المؤسسات الإسلامية لاتخاذ موقف واضح من الفقه الإسلامي المبرر للعنف، مضيفا بأنه لم يكن من المفترض أن يكون خطاب ماكرون في 2 أكتوبر2020 بمثابة انتقاد للإسلام، موضحا أن الخطاب كان بيانا سياسيا حول قمع النفوذ "الإسلامي الراديكالي" بين المسلمين الفرنسيين لمنع تحولهم إلى مجتمع "معاد للجمهورية".
ومع ذلك - يقول الكاتب- فإن ملاحظة ماكرون الغريبة بأن الإسلام "يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم اليوم" حظيت على نحو مفاجئ بالجزء الأكبر من الاهتمام في الشرق الأوسط، وكانت الاستجابة سريعة.
وتحول ما كان من المفترض أن يكون نقاشا حول محاربة "المتطرفين الإسلاميين" في فرنسا إلى احتجاج على " تشويه ماكرون للإسلام"، ولم يمر وقت طويل على إعلان ماكرون عن خطته لمواجهة " الإنعزالية الإسلامية " حتى جاء قطع رأس المدرس صمويل باتي في 16 أكتوبر 2020 بعد أن عرض على طلابه صورا كاريكاتورية مسيئة للنبي الكريم.
واعتبر الباحث أن مشكلة العنف بدافع تفسير معين للإسلام مشكلة حقيقية، وأشار في ذلك إلى حادثة مماثلة قبل 26 عاما كاد أن يلقى فيها الروائي نجيب محفوظ مصير باتي نفسه بذريعة أنه "سب الإسلام" في إحدى رواياته عندما طعنه شخص متشدد.
وعلق الكاتب بأن محفوظ وباتي ليسا الضحيتين الأولى ولا الأخيرة لهذا التفسير للإسلام. وأفاض في ذكر التأويلات التي يعتنقها بعض المنتسبين إلى المذهب السلفي بأن هذه التفسيرات للإسلام تعزز جل العنف المرتكب باسمه.
ودعا الكاتب الى ممارسة الضغط على المؤسسات والحركات الإسلامية للتوصل إلى إجابات لا لبس فيها عن الأسئلة الرئيسية في هذا الشأن : هل تفسير " الإسلام الحقيقي" يسمح للمسلمين باستخدام العنف ضد الآخرين، وهل يسمح للمسلمين بدعم المؤسسات السياسية الحديثة وقوانينها، ثم هل يسمح للمسلمين بالعيش في سلام مع من يعتبرهم البعض مرتدين أو كفارا؟
وختم مقاله  بالقول بأن مواجهة هذه المؤسسات والحركات سيساعد، ولن يقوض، النقاش بين المسلمين حول ماهية الإسلام.