الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الصيباري: محمد السادس الملك الحريص على احتضان الرياضيين

محمد الصيباري: محمد السادس الملك الحريص على احتضان الرياضيين محمد الصيباري
الملك محمد السادس، هو أيضا ولي العهد السابق، الذي كان محط عناية خاصة من والده الراحل الملك الحسن الثاني، الذي كان يكلفه منذ طفولته بحضور وتمثيله في العديد من المهرجانات الرياضية المغربية وخاصة منها المباريات النهائية لنيل كأس العرش سواء في كرة القدم أو السلة أو اليد أو الطائرة أو المضرب أو غيرها من الرياضات الأخرى. كما عهد فيه منذ أن اشتد عوده بالسهر المباشر وإعطاء عناية خاصة لرياضات الأشخاص المعاقين الذين كان يحيطهم بعطفه ورعايته، وكذا رياضة الدراجات المائية التي يعد الملك محمد السادس أحد المؤسسين لممارستها وانتشارها في المغرب، كما أنه يترأس منذ عام 1999 نادي «الاوداية» لرياضة ركوب الأمواج. ومن بين المراسيم التاريخية في حياة الرياضة المغربية التي لا تنسى يوم كلفه والده الراحل الحسن الثاني صيف عام 1984 بأن يكون في مدينة الدار البيضاء في مقدمة مستقبلي نجمي الرياضة المغربية في الألعاب الأولمبية في لوس أونجليس بالولايات المتحدة، نوال المتوكل وسعيد عويطة حين أهديا المغرب والعالم العربي والإسلامي وإفريقيا ميداليتين ذهبيتين كانتا مفخرة للجميع.
وقبل هذا الاستقبال التاريخي، كان العاهل الراحل الحسن الثاني قد قلد ولي عهده في 18 مارس 1982، وعمره آنذاك لا يتجاوز 19 ربيعا، مهمة رئاسة اللجنة المنظمة للألعاب التاسعة للبحر الأبيض المتوسط، التي جرت بالدار البيضاء عام 1983. وطوال فترة ولايته العهد، نال عدة جوائز تقديرية اعترافا بإسهاماته في المجال الرياضي نخص بالذكر منها جائزة الجمعية الدولية للرياضة بدون عنف وذلك في 11 سبتمبر 1983، وميداليتين ذهبيتين منحتهما له المجلة الرياضية «بطل أفريقيا» التي تصدر باللغتين الفرنسية والإنجليزية سنتي 1988 و1989. من فترة ولاية العهد إلى فترة الملك التي تلت وفاة والده الملك الحسن الثاني بدأ الملك محمد السادس يشق طريقه بثبات وروية، وكانت الرياضة تأخذ منه اهتمامات خاصة سواء من حيث التوجهات الكبرى للرياضة أو العطف الذي يوليه للرياضيين، فما حدث أن حقق مغربي إنجازا رياضيا إلا ويفاجأ بالتفاتة من الملك محمد السادس برسالة تهنئة على ذلك الإنجاز، مثلا ما وقع مع المنتخب الجامعي المغربي لكرة القدم الذي شارك سنة 2001 في الألعاب العالمية الجامعية في الصين، إذ بعد نتيجتي الفوز على كل منتخبي الأوروغواي وفرنسا والمرور إلى الدور الثاني من المنافسات الرياضية الجامعية، وخلال المباراة الثالثة أمام منتخب البرازيل، فوجئ الطلبة الجامعيون المغاربة وهم في مستودع الملابس خلال فترة ما بين الشوطين بوفد من السفارة المغربية في الصين يدخل عليهم ليتلو عليهم رسالة تهنئة ملكية على الإنجازات التي حققوها، ولكم أن تتصوروا مدى الفخر والاعتزاز الذي انتاب الوفد الرياضي الجامعي المغربي خلال لحظات تلاوة الرسالة الملكية.
هذا المثال يوضح إلى أي حد يولي الملك محمد السادس اهتمامه بالرياضة والأبطال الرياضيين المغاربة أينما حلوا وارتحلوا. مرة وهو في زيارة لبعض الدول الأفريقية اهتم بالحالة الصحية للبطل العالمي هشام الكروج، وأعطى تعليماته بعرضه على أفضل الأطباء في فرنسا، وهو دليل على مدى اهتمامه وانشغاله بكل مستلزمات الأبطال الرياضيين المغاربة. وفي ذاكرة الرياضيين، ذلك الاستقبال الرائع الذي خص به في مدينة أكادير «أسود الأطلس» بعد حصولهم على المرتبة الثانية في كأس أفريقيا للأمم في تونس، إذ استقبلهم العاهل المغربي في القصر الملكي ووشح صدورهم بأوسمة ملكية وفي ذلك دلالات واضحة على مدى اهتمامه واعتزازه بكل ما يحققه الأبطال الرياضيون المغاربة. أما بخصوص الحديث حول ما تحقق من أهداف ورهانات في المجال الرياضي خلال فترة السنوات الخمس الأخيرة، فإن أهمها يبقى الطريقة التي سهر بها شخصيا على الترويج لملف ترشيح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لسنة 2010 و 2026، وحثه المسؤولين عن الملف للاستجابة الكاملة لدفتر التحملات، لأن في ذلك ترويجا لاسم المغرب وسمعته، وإن لم ينجح المغرب في استضافة عرس كرة القدم العالمية لاعتبارات ذاتية وليست موضوعية، لأنها تهم بالأساس الأعضاء المصوتين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، فإن الملك محمد السادس حث على ضرورة مواصلة بناء الملاعب الرياضية ضمن الأوراش الكبرى المفتوحة لأن في ذلك رهانا على المستقبل وآفاق بناء المغرب الجديد، لأن استضافة نهائيات كأس العالم لم يكن هدفا بقدر ما كان وسيلة فقط عملا بالمثل الذي يقول «الخير كله أمام». هذه بعض ملامح ملك رياضي، يسهر شخصيا على أن تكون الرياضة والرياضيين في طليعة اهتماماته، إيمانا منه بالدور الذي تلعبه الرياضة والرياضيين في الترويج لاسم المغرب كما سبق لوالده الراحل الحسن الثاني أن أفصح عن ذلك حين قال في إحدى استقبالاته لأبطال رياضيين «إن بطلا رياضيا عالميا مغربيا أفضل عندي من مائة سفير». أكيد أن الرياضة المغربية وبالرغم مما حققته من إنجازات عالمية حتى الآن ما زال أمامها مشوار طويل لأن الرياضة كما يقول بعض العارفين بشؤونها، بمثابة الوادي الذي لا ينشف والأكيد أن رعاية ملك رياضي لشؤون الرياضة مسألة لن تكون نتائجها سوى انجازات كبرى تعم بالخير على جميع رياضيي المغرب.