مهزلة مضافة أبطالها عملاء النظام الإيراني في العراق من العناصر العريقة بعمالتها وانتمائها الصريح لدولة الولي الفارسي الفقيه التي باتت اليوم هي العنصر الأقوى في تقرير الحال العراقية للأسف، فزعيم عصابات الحشد الشعبي الارهابي والعميل الايراني المعروف، رئيس عصابة «بدر» الإيرانية في العراق هادي العامري بات يتصرف اليوم وكأنه الحاكم الأوحد! بل كأنه رئيس الحكومة المعين إيرانيا، بعد أن بات يفتي في مسائل الحرب والسلام، ويقدم محاضرات عن الاستراتيجية والتخطيط، بل ويرسم سيناريوهات التحرك السياسي والعسكري المستقبلي رغم جهله وهيافته وارتباطه الكامل بالمؤسسة الأمنية والعسكرية الايرانية كمجرد تابع ذليل لا يمتلك حرية المناقشة ولا القرار، بل إن عليه التنفيذ فقط لا غير..
والعامري الذي يقود والإرهابي الدولي أبومهدي المهندس عمليات الارهاب والقتل الطائفي الممنهج وادارة عمليات التغيير والإحلال الديموغرافي على أسس طائفية مقيتة في عراق اليوم، هو ميدانيا أقوى نفوذا وأشد تأثيرا من رئيس الحكومة الدعوي حيدر العبادي الذي يعتبره العامري وفريقه الإيراني مجرد فاصلة في مرحلة متغيرة ستنتهي باستيلاء جماعة الحرس الثوري الإيراني من العراقيين على السلطة بالكامل وتحويل العراق لملحقية تابعة ولائيا وإداريا لجمهورية الولي الفقيه، وهو المصير الذي ترسم سيناريوهاته بكل دقة اليوم في طهران ليعمم على العراق وبقية دول الخليج العربي المجاورة وتحديدا مملكة البحرين ودولة الكويت!
هادي العامري بعد أن تعرضت عصاباته لاستنزاف بشري ومادي رهيب، وبعد أن فقد خيرة رجاله في معارك العراق والشام المتنقلة، وبعد أن فشل علنا في الايفاء بتعهداته الإرهابية بالصلاة في الفلوجة والرمادي قبل أشهر، وفي ظل حالة الهروب والتفكك التي يعانيها حشده بعد حملات الهروب الشبابية العراقية ضمن حملات اللجوء لدول الغرب، وفي ظل غيبة قائده المباشر عن مسرح العمليات الميدانية وهو سردار فيلق القدس الايراني قاسم سليماني الغائب عن الساحة بسبب الاصابة في معارك حلب!، شرب حليب السباع فجأة وقرر الظهور بمظهر الثوري الصلب الذي لا تهزه ريح ودخل على خط الصراع الاقليمي الشرس الجاري وحالة الاستقطاب الروسي التركي الإيراني، وأعلن في خطبة بتراء له بجامعة «المستنصرية» البغدادية، ولا أدري ما علاقته بالجامعة العريقة وهو زعيم زمرة الجهل الطائفي الحاكمة، عن نيته "تفجير الدبابات التركية على رؤوس أصحابها". متصورا أنه بهذا التهديد سيبني لنفسه هالة من الأسطورية والزعامة والثورية المزيفة المثيرة للسخرية.
هادي العامري بدخوله الرث على خط الدفاع عما أسماه وحدة العراق، يتجاهل أنه وجماعته مجرد تروس مرتزقة في تدمير العراق وتشطيره من خلال عمالتهم الصريحة وولائهم للقيادة الإيرانية وانخراطهم في مشاريعها وحملهم للرتب العسكرية في صفوف جيشها.. فهو شخصيا رغم أنه وزير عراقي سابق ونائب برلماني حالي وقيادي ميليشياوي يحمل رتبة عميد في الحرس الثوري الإيراني، فعن أي سيادة وهمية يتحدث العملاء؟ ثم إنه في تهديداته الرثة للقوات التركية والأميركية يعبر عن خواء فكري حقيقي وعن صورة مذهلة للمهرج المثير للسخرية، فهو وقوات حشده، وطيلة معارك غرب وشمال العراق، لم يكن يستطيع التقدم سنتمترا واحدا من دون التغطية الجوية الأميركية والسلاح الأميركي.. فعن أي مواجهة يتحدث السفيه؟
ويبدو أن هادي العامري ورفاقه من صقور العملاء الإيرانيين في العراق كأبي مهدي المهندس وقيس الخزعلي قد قرروا الاستعانة بخدمات مئات الآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين دخلوا العراق واستباحوا حدوده أخيرا من الإيرانيين والأفغان للدخول في معارك تعرضية مع طلائع القوات التركية في شمال العراق ومع القوات الأميركية المتواجدة في القواعد العسكرية العراقية!، العراق مقبل على مواجهة ميليشاوية واسعة ستخلط الأوراق في الشارع العراقي وستعمم الفوضى الإقليمية في ظل قيادة حيدر العبادي الضعيفة وانعدام سلطة وزير الدفاع خالد العبيدي الذي لا يمتلك أي قرار!.
هادي العامري بتصريحاته التعرضية والعدوانية الساخنة لا ينطق من فراغ أبدا، وإنما هو مكلف تنفيذ سيناريوهات تحرك عسكري إيرانية تبدأ بالتفاعل من خلال حشد الشارع، وتنتهي بالاستيلاء على السلطة والحكم في بغداد، أما حديثه عن مواجهة قوات حلف الناتو فهو تصعيد تخريبي واضح ضمن مخطط الفوضى الايرانية.
العراق بعد الانهيار المريع لسيادته وتجنيس عشرات الآلاف من الغرباء بسبب تمكن عملاء إيران من السيطرة الكاملة على ادارة الدولة، وخصوصا في وزارة الداخلية يعيش على إيقاع سيناريوهات دموية مؤلمة سترسم ظلالها الداكنة على عموم المشهد الاقليمي.. عصابات الموت الإيرانية تتحرك في العراق عبر البومة الإيرانية هادي العامري وتهديداته الرثة...
ولكن السؤال الكبير هو، أين توارى شعب وأحرار العراق إزاء ما يجري من مهازل؟ تلك هي المسألة والمأساة!!.. غلمان الولي الفقيه يسحبون العراق لكارثة محققة.