الأربعاء 5 فبراير 2025
فن وثقافة

الأستاذ المحجوب الهيبة في رثاء عم زوجته الحاج العربي معتصم

الأستاذ المحجوب الهيبة في رثاء عم زوجته الحاج العربي معتصم المرحوم الحاج العربي معتصم
صبيحة يوم الاثنين 27 يناير 2025، فقدت عائلة معتصم أحد أفرادها الحاج العربي معتصم، عم زوجتي وأخ المرحوم الحاج عبد السلام معتصم والد المرحوم محمد معتصم، ملتحقا بهما، وكذا بابن عمه مولاي التهامي الادريسي قاضي التصالح. 
 
وقد رحل الثلاثة رحمهم الله في فترات متقاربة؛ مما جعل العائلة تعيش حزناً وأسى لا يمكن وصفه. ولكن قوة إيمان جميع أفراد عائلة معتصم جعلهم يتقبلون قدر الله الذي لا راد له.
 
لقد رحل المرحوم الحاج العربي معتصم السباعي، صبيحة يوم الاثنين بمدينة الدار البيضاء التي استقر بها منذ مدة طويلة. وهو مزداد سنة 1931 بدوار الطلبة بإقليم الرحامنة. انتمى الفقيد العزيز لأسرة التعليم منذ أواخر سنة 1962، واستمر بها لمدة 29 سنة ونصف. وكان قيد حياته يشغل عونا بمصلحة  بأسرة التعليم  بمدرسة ابن رشد بمقاطعة الصخور السوداء (ميرابو سابقا )، و بنيابة عين السبع الحي المحمدي.
 
برحيل الفقيد العزيز الحاج العربي، فقدنا رجلا حكيما وزاهدا في حياته. كان يزورني بصورة متواصلة أيام السبت أو الأحد، فنتجاذب أطراف الحديث في عدة قضايا مجتمعية، حيث كان يلتقي مع بعض المثقفين في الحي المحمدي أو الصخور السوداء، وكان بعضهم صديقا له، وكان يحدثني ويناقش معي انشغالاتهم الفكرية والثقافية. كما كانت له رغبة دائما في معرفة الجديد في عالم الفكر والسياسة، وأحيانا تفوق معرفته معرفة شباب جامعيين.  وكان دائما هادئا مركزا في المناقشة معي، ومع أشخاص آخرين من العائلة ومن خارجها. 
 
لقد نجح المرحوم في تربية بناته وأبنائه أحسن تربية، قوامها الأخلاق الحميدة واحترام الجميع، داخل العائلة وخارجها. 
 
وعندما كنت أزوره، كنت أعجب بالطريقة التي كان يتعامل بها مع بناته وأبنائه، حيث كثيرا ما كنت ألاحظ انه يعاملهم بلطف استثنائي ويناقشهم وكأنهم أصدقاء له، وما حدث ولو مرة ان الفقيد العزيز نهر أحدا منهم أو منهن؛ كانت الابتسامة دائمة على محياه وهو يتجاذب أطراف الحديث مع كل منهم، ويجادلهم بالتي هي أحسن. وهذا سلوكه مع الجميع، بمن فيهم زوجتي، وأنا شخصيا، وبنتي مريم وولدي رضى اللذان كان يكن لهما حبا كبيرا.
الفقيد وأخوه الحاج عبد السلام وابن عمهم مولاي التامي كانوا رحمهم الله يشكلون ثلاثيا في العائلة، وفي أحيان كثيرة كانوا يسافرون معا داخل المغرب، إلى أن أخذ منهم الدهر حقه وما ارتبط به من المرض.
 
في ما يخص أرملته، الحاجة، كان بينهما، كزوجين، احترام متبادل وتعاون وثيق في تربية الأبناء. يضاف إلى ذلك كرمهما، حيث كان منزلهما لا يخلو من ضيوف، من العائلة أو من خارجهما، إذ لا يحلو لهما العيش إلا بوجود أشخاص في ضيافتهما. وعلاوة على ذلك، كان الفقيد لا يتوسل لأي أحد من العائلة، مهما كانت درجة مسؤوليته، للتدخل لتوظيف إحدى بناته أو أحد أبنائه، وهي خصلة كان يشترك فيها مع أخيه الحاج عبد السلام رحمه الله.
كان الفقيد خزانا للعديد من الأمثال والحكمة، استفدت منها شخصيا ولا زلت استوحي بعض مواقفي منها.
 
اللهم اشمل الفقيد العزيز بواسع رحمتك ومتعه بمغفرتك ورضوانك وأسكنه فسيح جناتك، وارزق أرملته الحاجة وكل بناته وأبنائه وكافة أفراد عائلة معتصم وأصهاره ومعارفه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.