الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

عبد الرفيع حمضي: الباطوار.. والمونديال

عبد الرفيع حمضي: الباطوار.. والمونديال عبد الرفيع حمضي
يسميه المغاربة (بالعيد الكبير) وتسميه الحكومة بعيد الأضحى، عندما تقدم للمواطنين استعداداتها لهذه المناسبة. ويسميه الآخرون La fête du mouton
وفي كل الأحوال فإن الكبش أو الحولي هو سيد الميدان طيلة الشهر الهجري المتحرك ذو الحجة، خاصة إذا لم يتوافق مع الشهر الميلادي الثابت، وهو أساس احتساب المرتب الشهري.
وطبعا لا يتناطح كبشان، في أن عيد الأضحى، أخذ من الأبعاد، والدلالات، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ما يتجاوز بكثير عمقه كشعيرة دينية. وبالتالي فكلما اقترب العيد إلا واحتارت الأسر واحدا؟ ومثنى؟ وثلاث؟
كم الثمن؟ وعند الشراء أين سيحتفظ به؟ ويوم العيد أين ستنحر الأضحية؟
إنها أسئلة البارطمات، والملكية المشتركة، والهوس الصحي.
لعل هذه الحيرة هي التي عكسها بعض نواب الأمة وهم يسائلون وزير الفلاحة حول الموضوع.
لكن ما صرح به الوزير كان صادم بالنسبة لي على الأقل، ولم يخفف منه في اعتقادي إلا صراحته في تقديم المعطيات كما هي.
فلعلمكم يخبركم السيد الوزير ان المملكة المغربية بعد 68 سنة من الاستقلال، وبعد تعاقب أكثر من 14 وزير على قطاع الفلاحة .منهم الليبرالي و التقنقراطي واليساري والشيوعي والأمازيغي .أسماء وازنة بل "فرسان لا يشق لهم الغبار " إدريس السلاوي ، مزيان بلفقيه رضى كديرة، عبدالله نجاعي عزيز أخنوش إضافة إلى أحرضان والعنصر وإسماعيل العلوي وآخرين ،المالكي أبو أيوب....رغم كل هذا فليست لنا إلا 17 مجزرة تتوفر على المواصفات التي تضمن جودة اللحم والتي يحرص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ONSSA على توفرها في المجزرة قبل اعتمادها ،من أصل 472 شيء آخر موجود في الواقع ، ماذا سنطلق عليه؟ لا هو مجزرة ولا هو مسلخه. تجاوزا يمكن ان يكون كورنة أما باطوار فما اعتقد ذلك .
ولعل أهم الباطوارات المعروفة في بلادنا هي باطوارات الدار البيضاء القديمة وهي مسالخ بنيت وفق معمار راقي سنة 1912 من قبل مهندس معماري فرنسي جورج إرنست ديماريست .
في الحي المحمدي شرق العاصمة الاقتصادية وقد ثم تحديثها من طرف المهندس هنري بروست. وقد أقلقت نهائيا سنة 2002 وقد سجلت في قائمة المعالم التاريخية والبنيات المسجلة.
‎أما السوق الذي يسمى (الكورنة ) بتطوان فهو منسوب الى ذاكرة كورنة نقلت إلى مكان آخر منذ زمان . وأنا على يقين أن كل مدينة مغربية تحتفظ في زاوية من ذاكرتها ب (كورنة) بطقوسها وأجوائها وحكاياتها المتعددة.
‎فلماذا اذن هذا التقصير من طرف الإدارة؟ هل كثرة المتدخلين حالت دون ذلك؟ ام انعدام السيولة والمعرفة والإرادة لذا الجماعات الترابية؟ أم لقلة أطر الطب البيطري بوزارة الفلاحة؟ أم أصلا عدم جدوى الاستثمار في القطاع؟
أمام تواضع استهلاك المغاربة للحوم الحمراء؟ مادام أن معدل استهلاك الفرد لا يتجاوز 17 كلغ سنويا بما فيها استهلاك لحم 6 ملايين راس، التي تذبح في عيد الأضحى. ورغم حتى المشوي في كل المناسبات.
لكن يبقى أن 9 ملايين مغربي لا يستهلكون اللحوم الحمراء إلا مرة واحدة في الأسبوع.
وتجدر الاشارة ان المغرب ينتج أقل من 600 الف طن سنويا من اللحوم الحمراء الذي يعد أحد أكثر الأطعمة إنتاجا واستهلاكا في العالم، فحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) بلغ حجم الإنتاج العالمي من هذه اللحوم 365 مليون طن في عام2023.
وإن البشرية قد بدأت في استهلاك اللحوم منذ 2 مليون سنة. كما يعتقد أن أكل البشر للحوم ساهم بشكل رئيسي في تطوير حجم دماغ الإنسان وزيادة الذكاء.
وفي الأخير ان استمرار هذا الوضع بتقديم منتوج غدائي يدبح في ظروف يرفضONSA اعتمادها. فهو يرهن لا محالة المستقبل الصحي لمجموع المغاربة. وقد سبق للمجلس الأعلى للحسابات، اذ أكد في عدة تقارير له، أن هذا الأمر له تأثير واضح على جودة اللحوم ببلادنا.
لكن يبقى الأمل في المونديال مادام هناك التزام رسمي حسب تصريح وزاري ان 120 باطوار من الجيل الجديد المعتمدة من طرف المكتب المختص وان الإنتاج سيتجاوز 800 مليون طن في حدود 2030، لكن مالم يقال هو كيف سنرفع من نسبة الاستهلاك المرهونة برفع القدرة الشرائية للمغاربة وليس بالعادات الغذائية؟