مرت أربعون يوما من الاحتجاجات السلمية والحضارية التي تخوضها ساكنة فكيك عن بكرة ابيها ومن كل أحيائها الحديثة وقصورها العتيقة، دون أن تكلف السلطات العمومية في الإقليم نفسها عناء فتح حوار مع المواطنين او تقديم تفسير للتساؤلات المطروحة، او تبديد التخوفات المشروعة من الخوصصة المتوحشة التي سترهق كاهلهم وتفرغ جيوبهم المثقوبة أصلا.
أربعون يوما والحناجر تصدح في سماء فكيك في غياب تام لبرلماني المدينة الذي من المفترض أن يدافع عن مصالح الناخبين ويسمع صوتهم وطنيا وإقليميا، والحال أن ثلاثة فرق برلمانية لا تمثل فكيك في البرلمان هي من طرحت السؤال داخل المؤسسة التشريعية، في حين تغيب ممثل المدينة وفريقه الأغلبي عن الموعد تحت القبة المحترمة. كما سجل غياب تام لرئيس المجلس البلدي، الذي فضل الهروب الى الامام في خرجة اعلامية يتيمة جاءت متأخرة ولم تجب عن أهم سؤال لازال مطروحا: لماذا تغير التصويت في ظرف خمسة أيام من رفض تفويت تدبير الماء لفائدة "شركة الشرق" إلى قبوله،؟ دون إعطاء توضيح للمواطنين ودون بسط للمكاسب التي ستجنيها الساكنة..
إنه مشهد يعبر عن المستوى صفر في تدبير الشأن العام، حين يتجرأ على الترشح للانتخابات كل من هب ودب، وكل من ليست له حتى "شهادة الكفاءة" وهي الحد الأدنى من الثقافة السياسية، وكل فاشل في الترشح في المدن الداخلية للوطن التي يعيش فيها بعيدا عن واقع وهموم فكيك، وكل من يبحث عن ألقاب على حساب ساكنة فكيك المقهورة التي أعياها ظلم الدولة الجارة التي اقتطعت اراضيها، وظلم الوطن الذي همشها مجاليا وصحيا وتعليميا وحتى إداريا. هكذا إذن تكون النتيجة سوداوية، يجسدها فرار المسؤولين والمنتخبين من ساحة النقاش في أول امتحان اجتماعي وجماعي.
كانت ساكنة فكيك تنتظر برامج ومشاريع لتعديل ميزان الاختلالات المجالية المتراكمة، كانت تنتظر تدشين مستشفى طال انتظاره، كانت تنتظر تعيين أطباء لعلاج حالات الاستعجال وتوليد الحوامل، كانت تنتظر رفع الحظر عن تشييد كلية أرادت الساكنة تمويلها بنفسها، كانت تنتظر استثمارات لخلق مناصب الشغل، كانت تنتظر تعويضا عن فقدان واحة العرجة التي احتلتها الجزائر وقبلها زوزفنا، وطاسرا وجنان الدار، وأمغرور، وواد الناموس، والمريجا، وسيدي عبد الرحمن، والمعذر، وغيرها من الأراضي المغتصبة، في انتظار استرجاعها من قبضة الجار المعتدي الغدار .
فكيك وساكنتها كانت تنتظر تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في جبر الضرر الجماعي باستثمارات عمومية تستحق هذا التوصيف.. ولكن تلك الانتظارات تبخرت في ساعة الحقيقة، وعوض جبر الضر او جبر الخاطر على الأقل، فضل المستشارون "التسعة" في المجلس الجماعي كسر الخاطر ونكأ الجرح الغائر، وإثقال المواطن بتسعيرة، اشتق اسمها من السعير ليصلى لظاها أناس أحرقتهم نيران التهميش حتى استحالوا رمادا او كادوا..
فكيك لم يشفع لها تاريخها الطويل في مقاومة الأطماع الخارجية التي تكسرت على صخرة وطنية أبنائها، حين كانوا يحملون السلاح قبل مصادرة الدولة الحديثة لوظيفة العنف حسبما تقتضيه أعراف الدولة اليعقوبية. فكيك كانت درعا للوطن تكسرت عليها سهام كل الغزاة من الأتراك والكراغلة إلى "الفرنصيص". لم يشفع لها ذلك كله، كما لم تشفع لها ضريبة النضال من أجل الديمقراطية التي دفعت ثمنها غاليا في سنوات الرصاص. ولم تتصور فكيك يوما، أن يتجرأ عليها "رجل" سلطة ليصف أهلها "بالدبان" خلال هذه المظاهرات التي يسمح بها الدستور والقانون، ولو عرف تاريخها ونضالها ورجالاتها ومفكريها ومثقفيها لخر ساجدا وبكيا على ما تفوه به.
رجل السلطة حتى في عهد صاحب كتاب "رجل السلطة" كان يفترض فيه أن يبحث عن التهدئة والوساطة والبحث عن الحلول، لا إشعال النار والفتنة والمنابزة، ويفترض فيه الإنصات للمواطن لا ان يتشفى في مأساته، ويفترض فيه أن ينوب عن الملك، خديم المواطنين الأول، في رعاية شؤون المواطنين وخدمتهم، لا أن يسبهم ويحتقرهم وينعتهم بالذباب ويدفعهم إلى مزيد من السخط والغضب والاحتقان.. وحين يجتمع "رجل" سلطة لا يدرك كنه وظيفته وجوهر مهامه، مع منتخبين يعاكسون إرادة الناخبين ولا يتواصلون معهم، فإن المعادلة تصبح عصية عن الفهم السوي والإدراك المنطقي، بله عن الحس الاجتماعي او السياسي.
فكيك اليوم تستنجد بما تبقى من الغيورين على الوطن في هذا البلد، لتدارك الموقف فهل من مجيب للنداء؟
أربعون يوما والحناجر تصدح في سماء فكيك في غياب تام لبرلماني المدينة الذي من المفترض أن يدافع عن مصالح الناخبين ويسمع صوتهم وطنيا وإقليميا، والحال أن ثلاثة فرق برلمانية لا تمثل فكيك في البرلمان هي من طرحت السؤال داخل المؤسسة التشريعية، في حين تغيب ممثل المدينة وفريقه الأغلبي عن الموعد تحت القبة المحترمة. كما سجل غياب تام لرئيس المجلس البلدي، الذي فضل الهروب الى الامام في خرجة اعلامية يتيمة جاءت متأخرة ولم تجب عن أهم سؤال لازال مطروحا: لماذا تغير التصويت في ظرف خمسة أيام من رفض تفويت تدبير الماء لفائدة "شركة الشرق" إلى قبوله،؟ دون إعطاء توضيح للمواطنين ودون بسط للمكاسب التي ستجنيها الساكنة..
إنه مشهد يعبر عن المستوى صفر في تدبير الشأن العام، حين يتجرأ على الترشح للانتخابات كل من هب ودب، وكل من ليست له حتى "شهادة الكفاءة" وهي الحد الأدنى من الثقافة السياسية، وكل فاشل في الترشح في المدن الداخلية للوطن التي يعيش فيها بعيدا عن واقع وهموم فكيك، وكل من يبحث عن ألقاب على حساب ساكنة فكيك المقهورة التي أعياها ظلم الدولة الجارة التي اقتطعت اراضيها، وظلم الوطن الذي همشها مجاليا وصحيا وتعليميا وحتى إداريا. هكذا إذن تكون النتيجة سوداوية، يجسدها فرار المسؤولين والمنتخبين من ساحة النقاش في أول امتحان اجتماعي وجماعي.
كانت ساكنة فكيك تنتظر برامج ومشاريع لتعديل ميزان الاختلالات المجالية المتراكمة، كانت تنتظر تدشين مستشفى طال انتظاره، كانت تنتظر تعيين أطباء لعلاج حالات الاستعجال وتوليد الحوامل، كانت تنتظر رفع الحظر عن تشييد كلية أرادت الساكنة تمويلها بنفسها، كانت تنتظر استثمارات لخلق مناصب الشغل، كانت تنتظر تعويضا عن فقدان واحة العرجة التي احتلتها الجزائر وقبلها زوزفنا، وطاسرا وجنان الدار، وأمغرور، وواد الناموس، والمريجا، وسيدي عبد الرحمن، والمعذر، وغيرها من الأراضي المغتصبة، في انتظار استرجاعها من قبضة الجار المعتدي الغدار .
فكيك وساكنتها كانت تنتظر تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في جبر الضرر الجماعي باستثمارات عمومية تستحق هذا التوصيف.. ولكن تلك الانتظارات تبخرت في ساعة الحقيقة، وعوض جبر الضر او جبر الخاطر على الأقل، فضل المستشارون "التسعة" في المجلس الجماعي كسر الخاطر ونكأ الجرح الغائر، وإثقال المواطن بتسعيرة، اشتق اسمها من السعير ليصلى لظاها أناس أحرقتهم نيران التهميش حتى استحالوا رمادا او كادوا..
فكيك لم يشفع لها تاريخها الطويل في مقاومة الأطماع الخارجية التي تكسرت على صخرة وطنية أبنائها، حين كانوا يحملون السلاح قبل مصادرة الدولة الحديثة لوظيفة العنف حسبما تقتضيه أعراف الدولة اليعقوبية. فكيك كانت درعا للوطن تكسرت عليها سهام كل الغزاة من الأتراك والكراغلة إلى "الفرنصيص". لم يشفع لها ذلك كله، كما لم تشفع لها ضريبة النضال من أجل الديمقراطية التي دفعت ثمنها غاليا في سنوات الرصاص. ولم تتصور فكيك يوما، أن يتجرأ عليها "رجل" سلطة ليصف أهلها "بالدبان" خلال هذه المظاهرات التي يسمح بها الدستور والقانون، ولو عرف تاريخها ونضالها ورجالاتها ومفكريها ومثقفيها لخر ساجدا وبكيا على ما تفوه به.
رجل السلطة حتى في عهد صاحب كتاب "رجل السلطة" كان يفترض فيه أن يبحث عن التهدئة والوساطة والبحث عن الحلول، لا إشعال النار والفتنة والمنابزة، ويفترض فيه الإنصات للمواطن لا ان يتشفى في مأساته، ويفترض فيه أن ينوب عن الملك، خديم المواطنين الأول، في رعاية شؤون المواطنين وخدمتهم، لا أن يسبهم ويحتقرهم وينعتهم بالذباب ويدفعهم إلى مزيد من السخط والغضب والاحتقان.. وحين يجتمع "رجل" سلطة لا يدرك كنه وظيفته وجوهر مهامه، مع منتخبين يعاكسون إرادة الناخبين ولا يتواصلون معهم، فإن المعادلة تصبح عصية عن الفهم السوي والإدراك المنطقي، بله عن الحس الاجتماعي او السياسي.
فكيك اليوم تستنجد بما تبقى من الغيورين على الوطن في هذا البلد، لتدارك الموقف فهل من مجيب للنداء؟
توقيع: أبطال بلا مجد