الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

عبد لله رحمون: حكومة أخنوش تمثل الباطرونا ولا تمثل الشعب المغربي

عبد لله رحمون: حكومة أخنوش تمثل الباطرونا ولا تمثل الشعب المغربي عبد لله رحمون
يعيش‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬إيقاع‭ ‬التوتر‭ ‬الإجتماعي‭ ‬بسبب‭ ‬الاختيارات‭ ‬اللاشعبية‭ ‬لحكومة‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬التي‭ ‬وعدت‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬8‭ ‬شتنبر‭ ‬2021‭ ‬بإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للمعضلات‭ ‬والمشكلات‭ ‬المزمنة‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬يشكو‭ ‬منها‮ ‬‭ ‬المغرب،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬البطالة‭ ‬‮ ‬وتحسين‭ ‬الدخل‭ ‬الفردي‭ ‬للمواطن‭ ‬المغربي‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬

هذا‭ ‬الاحتقان‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تشكو‭ ‬منه‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬وتجاهل‭ ‬الحكومة‭ ‬لانتظاراتنا‭ ‬الجماعية‭ ‬وحاجياتهم‭ ‬الأساسية،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الشعارات،‭ ‬عمّق‭ ‬جراحها‭ ‬الاحتقان‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬المغرب‭ ‬يشكو‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬‮ والتهاب‭ ‬الزيادات‭ ‬المتتالية‭ ‬المهولة‭ ‬لأسعار‭ ‬المحروقات،‭ ‬واتّساع‭ ‬اقتصاد‭ ‬الريع،‭ ‬مما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عيش‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬يئنون‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬مما‭ ‬حصل‭ ‬ويحصل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تملّص‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬لأخنوش‭ ‬من‭ ‬التزاماتها‭ ‬وعدم‭ ‬جدّيتها‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬مطالب‭ ‬المغاربة‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬النقابات‭ ‬المركزية‭ ‬الأكثر‭ ‬تمثيلية‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬30‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬وممّا‭ ‬زادها‭ ‬لهيبا‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬احتكارية‭ ‬ضدّ‭ ‬المغاربة،‭ ‬‮ ‬وسط‭ ‬زواج‭ ‬المال‭ ‬والسلطة‭.‬

‮‬أما‭ ‬بخصوص‭ ‬اتفاق‭ ‬30‭ ‬أبريل،‭ ‬فإنه‭ ‬نسجل‭ ‬، ‬بكل‭ ‬أسى‭ ‬وأسف،‭ ‬تملّص‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬لعزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬بالزيادة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬وتخفيض‭ ‬الضريية‭ ‬على‭ ‬الدخل،‭ ‬وعدم‭ ‬تنزيلها‭ ‬للنقطة‭ ‬الاتفاقية‭ ‬المتعلقة‭ ‬باحتساب‭ ‬1320‭ ‬يوما‭ ‬كمرجع‭ ‬للمعاشات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاصّ،‭ ‬وتلويح‭ ‬الباطرونا‭ ‬برفضهم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الشطر‭ ‬الثاني‭ ‬بالزيادة‭ ‬في‭ ‬الأجر‭ ‬في‭ ‬حده‭ ‬الأدنى‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأجراء‭ ‬القطع‭ ‬الخاص،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك‭.‬

‮‬ومما‭ ‬يعمّق‭ ‬الجراح‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬إصرار‭ ‬الباطرونا‭ ‬على‭ ‬مقايضة‭ ‬هاته‭ ‬الزيادة‭ ‬بمراجعة‭ ‬بعض‭ ‬بنود‭ ‬مدوّنة‭ ‬الشغل،‭ ‬وسنّ‭ ‬قانون‭ ‬يكبّل‭ ‬الإضراب‭. ‬فالحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬وكما‭ ‬صرّح‭ ‬بذلك‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬مرّة،‭ ‬أنها‭ ‬«حكومة‭ ‬الباطرونا»،‭ ‬همها‭ ‬خدمة‭ ‬الرأسمال‭ ‬الريعي‭.‬

‮‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬يسجل‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬خلال‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬ولايتها‭ ‬التدبيرية،‭ ‬الإجهاز‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬وتكبيل‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬بسنّ‭ ‬قانون‭ ‬الإضراب،‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬«إصلاح‭ ‬التقاعد»،‭ ‬أي‭ ‬الطّريق‭ ‬نحو‭ ‬الموت،‭ ‬وتعديل‭ ‬بعض‭ ‬بنود‭ ‬مدونة‭ ‬الشّغل‭ ‬إرضاء‭ ‬للرأسمال‭ ‬الاحتكاري‭ ‬ضدا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الإرادات‭ ‬والانتظارات‭ ‬والمطالب‭ ‬والوعود‭.‬
 
عبد لله رحمون/ عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل