الجمعة 7 فبراير 2025
مجتمع

صيف وزان ...غيوم الألم تطارد بشائر الأمل!

صيف وزان ...غيوم الألم تطارد بشائر الأمل! مشهد من وزان
مجهودات بحجم سلسلة جبال "الهيمالايا" تبذلها فعاليات تنتصر للطاقة الايجابية ، في النبش عن كل ما هو جميل وجذاب بدار الضمانة ،لعلها تنجح في محاصرة صور الانكسارات التي تعرضها منصات التواصل الاجتماعي عن مدينة تعيش أجيالها الجديدة على حكايات السلف الذي يتغنى بوزان التي كانت ذات زمن قريب "كعبة" يحج إليها الزوار من كل أرجاء المعمور على امتداد السنة، وكان صيفها قبل التغيرات المناخية التي حولت المدينة اليوم إلى قطعة من جهنم ، فترة لتنشيطها ومحيطها، بتنظيم رزنامة من الأنشطة (مواسم دينية ، مهرجانات فنية ....) .
 فجوة تسللت منها خيوط الأمل فتحها مجلس جماعة وزان بشراكة مع النسيج الجمعوي خلال شهر رمضان الأخير . تجلى ذلك في ضخ جرعات من الحياة بمختلف فضاءات المدينة ، المغلق منها والمفتوح . هذا الزخم من الفعل الفني والابداعي والرياضي، اعتبره الجمهور الوزاني المتعطش للفرح ، مؤشرا على أن صيف المدينة سيجعلها تسترجع أمجادها، ومحاولة من المؤسسة المنتخبة بآلياتها للديمقراطية التشاركية تقديم جواب استباقي على انتظارات الساكنة التي ستكون غالبيتها عاجزة عن البحث عن فضاءات للترفيه خارج المدينة ، بسبب المآسي الاجتماعية التي خلفها الهجوم على جيوبها الارتفاع المهول للمواد الغذائية الأساسية !
 حل فصل الصيف وخاب ظن الساكنة! التباشير الأولى التقطتها الفعاليات المهتمة بشأن وزان بعد أن لمست اختيار مجلس الجماعة تعطيل آلية تقييم الطفرة الفنية والثقافية والرياضية التي عرفتها المدينة خلال شهر رمضان المعظم، علما بأن رئاسة مجلس جماعة وزان تحمست بشكل كبير لذلك. فماذا حدث حتى تم تعطيل حق أهل دار الضمانة في الترفيه ؟ اسألوا صناع القرار إن كنتم/ن جاهلين . لكن ما يُؤسف له ، فحتى منظمات المجتمع المدني التي نشطت مفاصل المدينة خلال رمضان ، سقط منها سهوا أو عنوة الترافع من أجل تفعيل آلية التقييم ،واقتراح على مختلف المتدخلين برنامجا حافلا بالأنشطة خلال فترة العطلة الصيفية ، التي قريبا سيدل عليها الستار ، استعدادا لدخول اجتماعي لن يكون أفضل من سابقه.
  الزائر لجماعة وزان خلال هذا الموسم الصيفي سيصاب بالذبحة الصدرية ، أو الشلل الدماغي ، وسيبصم بالعشرة على ما تتداوله منصات التواصل الاجتماعي التي تعنى بوزان .... طقس جاف .... درجات الحرارة حطمت أحيانا الرقم القياسي( 49 درجة ) ... غياب شبه كلي  لفضاءات يتنفس فيها الشباب والأطفال والنساء نسائم الحق في الترفيه التي على القطاعات الحكومية و المؤسسات المنتخبة توفيره( المجالس المنتخبة بمستوياتها الثلاثة )  ... ادارة ترابية اقليمية شبه مشلولة رغم أن من مسؤوليتها الكبرى الدفع بعجلة التنمية تدور ، تحصينا للأمن المتعددة مجالاته .... الأوراش المفتوحة بالمدينة وبقلبها النابض معطلة من دون أن يكلف نفسه أي حامل لهذه الأوراش ضخ نفس في المبدأ الدستوري "الحق في المعلومة" ، فيسارع لإصدار بلاغ يشرح فيه للفئة المستهدفة ( ساكنة وزان) أسباب التعثر التي لحقها ... غياب التواصل يعمق القلق ، وهذا الأخير أيها السادة تترتب عنه  القلاقل التي بلادنا في غنى عنها ، لأن نعمة الاستقرار التي تتمتع بها المملكة من أهم العوامل التي تفتح أبواب الاستثمار الأجنبي ليتدفق عليها ، في محيط مغاربي واقليمي ودولي عنوانه العريض اللااستقرار ....
هل علينا أن نسدل الستار على ما أتينا على ذكره بالتسليم للأمر الواقع؟ أم نشعل شمعة بدل لعن الظلام ...؟
 الجدية التي أطرت الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش قوة تأثيرها هو التفعيل الميداني من طرف الجميع ، الذين من بينهم صناع القرار على المستوى الترابي ... لذلك على مختلف المتدخلين بوزان التحلي بالجدية المطلوبة في ادارة شأن دار الضمانة التي يدخل التنشيط الثقافي والفني( الحق في الترفيه)  ، و تقعيد الحق في المعلومة ، والتعجيل بوضع حد للعبث الذي يعرفه تدبير مرافق المدينة ... (يدخل) ضمن دائرته .
 الأمل والألم  كلمتان تتركبان من نفس الحروف ، لكنهما على طرفي النقيض ، فحذار عند ترتيب حروف الأمل السقوط في الألم !