تعتبر قضية «سبتة ومليلية» المحتلتين من القضايا الخلافية الشائكة بين المغرب وإسبانيا. حيث تندرج المدينتان اللتين تطالب الرباط باسترجاعهما ضمن «أقدم المستعمرات»، إذ تعاقب على احتلالها الفينيقيون في القرن السابع قبل الميلاد، ثم القرطاجيون، فمملكة موريتانيا ثم الرومان، إلى أن خضعت للسيادة الإسبانية عام 1497.
ورغم إقدام مدريد على تكريس الوضع القائم على إثر منح المدينتين حكماً ذاتياً بموجب قرار البرلمان الإسباني الصادر في عام 1995، فإن المغرب لم يتوقف لحظة واحدة عن مطالبة إسبانيا بالحوار من أجل إرجاع المدينتين السليبتين إلى وطنهما الأم.
ففي نونبر 2022، أكدت الحكومة المغربية، في رسالة للمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان، أن «المملكة المغربية لا تملك حدودا برية مع إسبانيا «.وأشارت الرسالة حسب صحيفة «الإسبانيول» إلى أن «الرباط تعتبر معابر مليلية وسبتة مجرد نقط عبور فقط، وأن المغرب لا يوجد له حدود برية مع إسبانيا»، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه المغرب في رسالة سابقة إلى الأمم المتحدة عام 2021.
ونقلت الصحيفة نفسها أن «المغرب أكد خلال ذات الرسالة، وفي أكثر من موضع أن سبتة ومليلية من الثغور المحتلة».
هذا الموقف سبق أن أكده الملك محمد السادس في نونبر 2007، على هامش الزيارة التي قام بها الملك الإسباني أنذاك خوان كارلوس للمدينتين، داعيا في الوقت نفسه إلى حوار نزيه وصريح مع إسبانيا.
هذا الموقف سبق أن أكده الملك محمد السادس في نونبر 2007، على هامش الزيارة التي قام بها الملك الإسباني أنذاك خوان كارلوس للمدينتين، داعيا في الوقت نفسه إلى حوار نزيه وصريح مع إسبانيا.
وحمّل محمد السادس، في بيان، السلطات الإسبانية مسؤولية «المجازفة بمستقبل وتطور العلاقات بين البلدين» و"الإخلال الجسيم للحكومة الإسبانية بمنطق وروح معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة سنة 1999"
وقال الملك إن «الاحتلال لا يكتسب شرعيته بالتقادم أو عن طريق الأعمال أحادية الجانب وسياسة الأمر الواقع». وفي دجنبر 2020، أثارت تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني غضب إسبانيا، حيث صرح العثماني بأن «سبتة ومليلية من النقاط التي من الضروري أن يُفتح فيها النقاش». مضيفا أن «الملف معلق منذ خمسة إلى ستة قرون، لكنه سيفتح في يوم ما».
ردا على الموقف الذي عبر عنه المغرب أمام الأمم المتحدة، إعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بعد اندلاع أصوات من المعارضة اليمينية وحتي من بعص حلقائه داخل الائتلاف الحكومي اليساري، مضمون الرسالة المغربية بشأن الحدود البرية بين المملكة وإسبانيا، معتبرا بأن سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان. وقالت «إلكونفيدونسيال» إن سانشيز دافع عن وضع سبتة ومليلية، مؤكدا أن «موقف الرباط خاطئ».
وبصرف النظر عن ما تداولته الصحف، فإن الاحتكام إلى البيان المشترك الذي وقعه الملك محمد السادس والرئيس بيدرو سانشيز يؤكد أن «الحدود البرية» مع إسبانيا، لم ترد إطلاقا في هذا البيان الذي يتضمن الأسس والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها الشراكة الجديدة بين البلدين.