دعا "بيوتر إيزوك" عمدة مدينة "كاتوفيتشي" البولونية إلى إبرام اتفاق بين مدينته ومدينة الدار البيضاء، خلال حفل استقبال الذي نظمه على شرف الوفد المغربي الذي كان يترأسه يونس التيجاني سفير المغرب ببولونيا. واعتبر عمدة كاتوفيتش أن التوأمة ستكون مفيدة للمدينتين على مستوى التبادل الثقافي والاقتصادي لاسيما أن المدينة التي يدير شؤونها المحلية تعد أهم المراكز الصناعية الكبرى ببولونيا وأوربا. وأكد "بيوتر إيزويك" أن السياحة تعد قطاعا واعدا يمكنه أن يساهم في تعزيز التعاون الثنائي، مشددا على أنه بعد الأحداث التي هزت بلدان المنطقة، أضحى المغرب وجهة مفضلة لدى السياح البولونيين. كما وجه العمدة الدعوة على المقاولات المغربية للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي للمقاولات الصغرى والمتوسطة المقرر تنظيمه من 22 إلى 24 شتنبر 2014 بمدينة بكاتوفيتشي، معتبرا أن هذا اللقاء سيكون فرصة لإرساء شراكة مربحة للبلدين.
غير أن معطيات "أنفاس بريس" تؤكد أن الطرف المغربي لم يستطع تنمية هذه "الشراكة المربحة" التي يسعى إليها البولونيون، إذ تؤكد مصادر ديبلوماسية أن المغرب ليس له إرادة لتنمية العلاقة مع بولونيا، هذا مع العلم أن المغرب هو الشريك الاقتصادي الأول للبولونيين في إفريقيا، وهو القبلة المفضلة للسياح البولونيين الذين تجاوز عددهم سنة 2011، رقم 73 ألف سائح، بعد أن كان الرقم لا يتجاوز 9000 سائح سنة 2004. وتؤكد مصادر "أنفاس بريس" أن غياب الإرادة المغربية في تنمية العلاقة مع بولونيا تجسد عندما أقدمت الخطوط الملكية المغربية على أ ن حذف الخط الجوي الذي يربط العاصمة البولونية وارسو مع الدار البيضاء وأكادير من برنامج رحلاتها، رغم أن هذا الخط كان يمتلئ بنسبة 80 في المائة، إذ أن الإشارة السيئة التي بعثتها الحكومة المغربية - تقول مصادر "أنفاس بريس" كانت هي أحذف الخط الجوي جاء مباشرة بعد أن شارك المغرب كضيف شرف في معرض بمدينة "بوزنام" حيث وقع الوفد المغربي المشارك في المعرض والمكون من منعشين سياحيين، اتفاقية مع البولونيين في نونبر 2011 تقضي بزيارة 50 ألف سائح بولوني للمغرب لكن للأسف شهرين بعد ذلك تم حذف الخط الجوي. رغم كل هذه النكسات الدبلوماسية في العلاقات المغربية البولونية، إلا أن هذه الأخيرة ظلت وفية للعلاقة التجارية مع المغرب، إذ منذ توقيع اتفاقية مع المكتب الشريف للفوسفاط سنة 1959، ظلت بولونيا الزبون الوفي في اقتناء الفوسفاط المغربي، وكذلك المنتوجات الفلاحية الوطنية، وهو الأمر الذي يؤكد أن ذاكرة المسؤولين البولونيين لم تنس تلك المواقف الدبلوماسية التي قام بها المغرب في شخص الوزير الأول عباس الفاسي والذي مثل الملك في حفل تأبين ضحايا الطائرة البولونية التي سقطت سنة 2010 وذهب ضحيتها عدد من المسؤولين البولونيين (من ضمنهم الرئيس وكبار ضباط الجيش البولوني)، حيث رغم الظروف المناخية السيئة بسبب السحابة البركانية التي اجتاحت أوربا آنذاك شارك المغرب في التأبين هذا مع العلم أن دول قريبة من بولونيا لم يحضر مسؤولها للحفل. وهو جميل لم ينساه البولونيون للمغرب.