الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

التطوانيون يسترجعون استقلالهم من الباعة الجائلين.. وهذه هي الوصفة

التطوانيون يسترجعون استقلالهم من الباعة الجائلين.. وهذه هي الوصفة شوارع تطوان محررة من الباعة الجائلين

لا يسع المواطن التطواني إلا أن يتوجه بالشكر الجزيل لسلطات تطوان الإقليمية والأمنية، والمحلية والمنتخبة كذلك، تجاه المجهود الذي بذل ويبذل في سبيل تحرير الملك العام، و إعادة الشوارع والأزقة والساحات إلى سابق عهدها، قبل احتلالها من طرف الباعة الجائلين. لا بد من التركيز هنا على أن هذه الفئة لا يجب أن ينظر  إليها على أية حال  بمثابة شريحة خارجة عن الضوابط، وإنما فئة اجتماعية تستدعي التفكير في بدائل  لترحيلها نحو أماكن تسوق تضمن لهم الكرامة. وهذا ما هو في طور الإنجاز تحت إشراف السلطات الإقليمية وبإشراك جميع الفعاليات المعنية، من جماعة حضرية، وغرفة الصناعة والتجارة والخدمات...الخ. 

هذه المقاربة التضمينية أذابت الشكوك المسبقة التي كانت تحوم حول مثل هذه العمليات في السنوات السابقة. فحسب المعلومات المستقاة، بات من المؤكد أن هذه العملية الجارية أحيطت بضمانات النجاح والشفافية والنزاهة.

هذا بالإضافة إلى أن توطين الباعة الجائلين سيكون داخل اسواق قرب تضمن الكسب في ظروف كريمة تجعل من الباعة منهم تجارا اسما على مسمى. وهذا ما يلامسه اي متتبع يزور أماكن إعادة التوطين الجديدة للباعة.

 لا شك ان التخطيط المسبق  وإشراك الجميع، بمن فيهم البائعون انفسهم، والعمل باللجان المختلطة، وجدولة المراحل بدقة، كلها مقادير  وصفة النجاح الذي سيحالف حتما هذه العملية التي باركها الشارع التطواني الذي أعيد له التمتع بالملك العام الذي حرم منه لسنوات، وباركها البائعون أنفسهم، لأنهم سيخرجون من الشارع العام والأرصفة إلى اماكن مناسبة لمزاولة الكسب بلا ضرر و لا ضرار.

 مقاربة إشكالية الباعة المتجولين في تطوان أصبحت تعج بالدروس والعبر.

عندما يسهر على التنزيل الميداني لسياسة عمومية اجتماعية، أناس إداريون مسؤولون يتحلون بالمصداقية وقوة العزيمة واحترام الاختصاصات وعدم تبخيس عمل اي احد، اكيد ما تكون  المبادرات مباركة وموفقة.

هذا ما نستخلصه من سلاسة عملية إخلاء الملك العام قرب المشور، الفدان الجديد، طابولة، سمسة، كويلما، والباقي آت، والتي لطالما كانت  تؤرق مسؤولي الادارة الترابية، وكانت تعتبر بمثابة مهمة غاية في الصعوبة والتعقيد بالنظر لعقلية الباعة المتجولين، ولهشاشة اوضاعهم ولتعدادهم  المهم......الخ.

لكن عندما يكون المنهج سليم، والارادة قوية والمبادرات مخطط لها بنزاهة وبعلمية وليس بعفوية غير محسوبة، يكون النجاح حليف الادارة في تطبيق خطط عملها ميدانيا.

يبقى الأهم هو الحفاظ على المكتسب، والاحتياط من الردة وعودة الحالة لما كانت عليه سابقا. وذلك ما لا نعتقده، لأنه لحد الآن تدبير  عملية  تحرير الملك العام وإعداد اعادة توطين الباعة المتجولين في تطوان، تبدو خاضعة لمعايير دقيقة ويبدو الساهرون عليها واثقون مما يفعلون ويعرفون جيدا مبتغاهم، وهو في آخر المطاف ما يطمح إليه التطوانيون في مدينة خالية من الشوائب إن شاء الله.

ثقتنا في المستقبل والله المستعان.