Tuesday 2 December 2025
مجتمع

جماعة تالمست تحتضن المحطة الثالثة لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات بإقليم الصويرة

جماعة تالمست تحتضن المحطة الثالثة لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات بإقليم الصويرة جانب من اللقاء
احتضنت جماعة تالمست التابعة لعمالة إقليم الصويرة، يوم الاثنين فاتح دجنبر 2025، المحطة الثالثة من البرنامج التواصلي لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، الذي تنظمه جمعية دعم المركب الاجتماعي ابتسامة بالصويرة بشراكة مع المديرية الإقليمية للتعاون الوطني.
وجاء هذا اللقاء امتدادا لمسار تحسيسي انطلق من باشوية الحنشان ثم جماعة تمنار، وهو مسار يزداد قوة كلما اتسعت مساحته الجغرافية واتسعت معه دائرة الوعي الجماعي، بضرورة وضع حد لكل أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وكان هذا الموعد فرصة لإبراز قوة العمل المشترك بين المؤسسات والجمعيات المحلية حيث تلاقحت الرؤى وتوحدت النوايا في اتجاه واحد يقود إلى مجتمع يصون كرامة المرأة ويحمي الفتيات من كل ما يعرضهن للإقصاء أو الاعتداء.
وشعر الحاضرون في هذا اللقاء، بأن مكافحة العنف لم يكن مجرد حدث عابر أو حملة ظرفية، بقدرما هو مسار طويل يحتاج إلى يد تمتد بالدعم وأخرى تضيء طريق المعرفة حتى لا تبقى الضحية وحيدة في مواجهة الجرح.
ومع تبادل المداخلات والتجارب، بدا واضحا أن المعركة ضد العنف هي معركة قانونية واجتماعية وإنسانية، تقوم على إيقاظ الضمير الجماعي والقدرة على الاعتراف بالألم المخفي خلف الصمت. فحين تُمنح للنساء والفتيات الفرصة للتعبير عن خوفهن وأحلامهن، يتحول الفضاء العام إلى بيت آمن يعاد فيه ترتيب القوة والعدالة، ويعود فيه الصوت إلى من سُلب منهن الحق في البوح.
وشهد اللقاء حضورا وتأطيرا من المندوب الإقليمي للتعاون الوطني الحبيب حجيرة، وعزيز الشعيبي رئيس جمعية دعم المركب الاجتماعي ابتسامة، وزهرة لمسلم مديرة المركب ذاته، وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة مراكش اسفي خليد سرحان، الذين قدموا خلال هذا اللقاء الهام، عروضا تناولت بالتحليل محاورا متعددة، من ضمنها محاور همت أدوار مؤسسة التعاون في مواكبة النساء ضحايا العنف، والاطار الحقوقي لحماية النساء من ظاهرة العنف، اضافة للخدمات التي يقدمها المركب للنساء المعنفات في مجالات الإستقبال والمواكبة القانونية والاجتماعية والنفسية.
وخلال هذا الموعد أحست المشاركات، بأن المعرفة قوة، وأن القانون حين يصاحب الإصغاء، يصبح درعا يحمي ويعيد الثقة، وأن اليد التي تمتد للحماية قادرة في لحظة أن تمنح حياة جديدة، لمن اعتقدوا أن الظلام سيدوم طويلا.
وهكذا تحول اللقاء إلى مساحة صادقة للحوار وإلى جسد واحد يتنفس أملا مشتركا عنوانه الكرامة الإنسانية.
يشار، أن البرنامج يمتد إلى غاية العاشر من دجنبر الجاري، حيث سيجوب المنظمون عددا من الجماعات الترابية بالإقليم، في رحلة تهدف إلى أن يصل صوت الوعي إلى كل بيت، وإلى أن تصبح حماية النساء واجبا يوميا لا شعارا موسميا ولا مجرد كلمات تقال ثم تنطفئ.