الخميس 28 مارس 2024
سياسة

طيش قيس تونس ورقصة الديك الجزائري المذبوح في بلاطو " قناة العيون"

طيش قيس تونس ورقصة الديك الجزائري المذبوح في بلاطو " قناة العيون" زعيم الانفصاليين( يمينا) والرئيسان قيس سعيد وعبد المجيد تبون
قال محمد الخمسي رئيس  مؤسسة مغرب الجهات أن ما أقدم عليه الرئيس التونسي قيس سعيد باستقباله لزعيم الانفصاليين مؤخرا، بمناسبة انعقاد المنتدى الأفريقي الياباني تيكاد، لم يكن مفاجأ، بحكم ما قام به على المستوى الداخلي السياسي لبلده منذ وصوله إلى الرئاسة التونسية، منها حله لعدة مؤسسات دستورية كالبرلمان التونسي وتعديله للدستور،  دون أن تكون له أية تجربة سياسية للرئيس، وبالتالي فهو صدمة للعقل السياسي في تونس قبل أن يكون صدمة للعقل السياسي العربي، في أشارة للسياق التاريخي الذي عرفته تونس انطلاقا من ثورة الربيع العربي.
 
وبالتالي يضيف الخمسي، خلال مشاركته في برنامج " من العاصمة " على قناة العيون، الذي يقدمه الزميل كريم حضري،  أن قرار رئيس تونس استقبال " بنبطوش"  هو قرار حصري لقيس سعيد، وما تلاه من ردود فعل من طرف غالبية النخبة السياسية التونسية، وارتفاع منسوب الأوضاع الاجتماعية المتسمة بالاحتقان.
 
نفس الطرح أشار إليه عبد الفتاح نعوم المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن ما أقدم عليه الرئيس التونسي، وافتعاله لأزمة بين المغرب وتونس بسبب البوليساريو وعلاقة بالجزائر  بالقضية، ينم عن جهل وثقافة وتجربة سياسية ضعيفة جدا لدى الرئيس قيس، بالإضافة إلى المزاجية في اتخاذه للقرارات. كل هذا يجري في لحظات توجد فيه تونس في وضعية انكشاف استراتيجي الناجم عن هشاشة داخلية، بالإضافة إلى فهمه المغلوط لعدة قضايا، داخلية وخارجية، وبالتالي أصبح قيس سعيد وسيلة سهلة في يد الجزائر لتأكل الثوم بفم رئيس تونس اسمه قيس سعيد.
فما الذي ستربحه تونس من هذا الموضوع؟ يتساءل عبد الفتاح نعوم،  في أشارة إلى ما ربحته أصلا الجزائر في احتضنها للانفصاليين، سوى تبدير أموال الشعب الجزائري وتعطيل قطار المغرب العربي الذي كان مؤهلا ليحمل أحلام الشعوب المغاربية، وتسببه في ارتفاع منسوب التوتر على مستوى بلدان شمال وجنوب البحر الابيض المتوسط.

 
 في رده على سؤال ما إذا دفع قيس سعيد لخوض حرب بالوكالة، اعتبر  الخمسي، أن قيس لا يمثل أي شيء ولا يمكنه أن يلعب أي دور في المستقبل، فهو لا يمثل أي تيار سياسي، وبالتالي كل ما افتعله سوف يتلاشى بفعل نباهة ويقظة الأحزاب السياسية والهيئات النقابية  التونسية، وما قام به قيس سعيد مجرد سلوك طائش سيمر لا محالة، ولا يمكن بتاتا  أن يصدر رجل سياسة.
 
ومن جهته أشار نعوم أن  مستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد بات على المحك، وقاب قوسين أن  تلتهمه معادلة الانتقال الديموقراطي في تونس. وهنا لابد للإشارة  للمواقف التابثة للرئيس السابق منصف المرزوقي وهو سياسي معروف، اتجاه قضايا المملكة المغربية وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية. وللتوضيح، يشير نعوم أن منذ 2010 دخلت تونس في فوضى سياسية جعلت من أمثال قيس سعيد أن يصلوا إلى الحكم.   
 
واعتبرعبد الفتاح نعوم أن الأمور وصلت إلى نهايتها بتثبيث السيادة المغربية على الصحراء المغربية، و أن النظام الجزائري الذي كان يستنجد بدول كروسيا وجنوب افريقيا، أصبح اليوم  يستنجد  بدول تعيش هشاشة اقتصادية وسياسية واجتماعية مثل تونس. الآن وكما جاء في خطاب الملك محمد السادس، فلا يمكن أن تكون هنا ضبابية في المواقف، فالمطلوب هو مواقف واضحة بخصوص مغربية الصحراء. بمعنى، يضيف نعوم، أن ملف الصحراء المغربية قد انتهى، وما بقي اليوم مجرد نذوب، والنظام الجزائري يرقص رقصة الديك المذبوح، وهي مؤشرات إفلاس حقيقي يعيشه هذا النظام الذي أصبح منبوذا، عكس ما يعرفه المغرب في مزيد من الانفتاح وعقد شراكات دبلوماسية واقتصادية مهمة، في إشارة إلى العلاقات المغربية الإسبانية والألمانية المتجددة، اللتان أبانتا عن مواقف واضحة وثابتة، بخصوص قضية الصحراء المغربية.