الخميس 28 مارس 2024
سياسة

أبو إكرام المغربي:  وماذا بعد يا قيس؟!

أبو إكرام المغربي:  وماذا بعد يا قيس؟! الرئيس التونسي خلال استقباله لزعيم الانفصاليين
ماذا كسبت الجزائر وجبهة تندوف من استقبال الرئيس التونسي لابراهيم غالي؟.
لا شيء سوى صور يؤثث بها جنرالات شرشال وجواسيس بن عكنون، ألبوم وصفحات أنصار  الطرح الانفصالي ويزهو بها ابراهيم غالي الذي تنتظره مخيمات تغلي غضبا وصراعات وخروقات.
سينتهي مؤتمر اليابان وافريقيا، وتدخل توصياته الأرشيف، وتطوى هذه الصفحة من كتاب سيظل مفتوحا لبعض الوقت.
لكن ماذا كسب الرئيس التونسي من استقباله ابراهيم غالي في الجناح الرئاسي بمطار قرطاج ووضعه خرقة البوليساريو المصنوعة بعناية من قماش لماع؟.
مزيدا من الرضا المؤقت لساكن المرادية، وشنقريحة الحاكم الفعلي للجزائر. وتلميعا في صفحات وبرامج الإعلام الجزائري الممول من أجنحة العسكر المتسابقة على استهداف سمعة المغرب مصالحه، زيادة على بروباغندا جديدة تحاول تمديد مفعول التنمويم في مخيمات تندوف .
ماذا سيخسر قيس سعيد؟.
لقد ضيع احترام وثقة المغرب الذي ظل شريكا وحليفا موثوقا لتونس. سيخسر ثقة دول الخليج التي تعتبر وحدة المغرب الترابية من وحدتها، مع ما ينطوي عليه ذلك من أثر على الاستثمارات والمساعدات القادمة من عندها. سيفقد احترام دول عديدة لا تنظر بعين الرضا الى التقارب الاستسلامي المهرول لبلد ثورة الياسمين، نحو جزائر الجنرالات المعزولة دوليا واقليميا.
ماذا كسب المغرب؟
الملك محمد السادس قال بلا مواربة في خطاب ثورة الملك والشعب إنه يقيم علاقات المغرب مع الدول عبر منظار الموقف من وحدة البلاد الترابية. وطالب بالوضوح. 
جاءت الرسالة واضحة وسريعة من قيس سعيد، رغم انه يعبر عن موقف شخصي للفئة الحاكمة حاليا في تونس، دون أن يكون لها امتداد متجذر في النخب السياسية والمثقفة التي إما تساند وحدة المغرب  أو تدعو للحياد في قضية شائكة بين بلدين شقيقين للجزائر.
رد فعل المغرب الفوري يقدم نمرذجا من نوعية المواقف التي ستخذها لاحقا بحق من يقف ضد تطلعات المغاربة في وحدة بلدهم.
حادثة مطار قرطاج يفترض أن تستنهض همة المغرب لينطلق نحو السرعة القصوى.
كيف ذلك؟ 
كلما انعقد مؤتمر من المؤتمرات التي تجمع بين افريقيا واطراف اخرى من خارج القارة، الا وطرحت مشاركة البوليساريو إشكالا للمغرب وحلفائه، وإحراجا للبلدان المنظمة. حصل هذا في دورتي تيكاد السابقتين، كما حصل في مؤتمر افريقيا والاتحاد الأروبي في وقت سابق من العام الجاري.
إذن لا مفر للمغرب من أن ينتقل للسرعة القصوى لطرد "جمهورية" البوليساريو من الاتحاد الافريقي. هل يستطيع ذلك؟ 
بالحنكة والعمل الدؤوب وتكثيف استثمار الأوراق المشتركة الرابحة المربحة مع البلدان الأعضاء، يمكن فهل ذلك. باستخدام موقعه الجيو استراتيجي وسمعته كبلد متزن، مستقر، ووفي لتعهداته، يمكنه الضغط على حلفائه الخارجيين المتنافسين على حيازة مواطئ لأقدامهم في القارة السمراء. وبإمكانه تحريك سلطته الروحية الممتدة في أنجاء شاسعة من القارة لحشد التأييد للمملكة الشريفة.
المهمة ليس سهلة، لكن ووازين القوى الدولية حاليا راجحة للمغرب وحقوقه المشروعة.
إذن طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل.  
وساعتها سنرى جزائر  الجنرالات تغادر المنظمة القارية التي ظلت تبتز المغرب فيها ولها منذ استرجاعه لصحرائه.