لست من المتتبعين لهذه اللعبة بشكل دقيق كما انني حريص على متابعة أطوارها من الربع الى النهائي رولان غاروس كلما اتيحت لي الفرصة . وقد يستغرب البعض هل فعلا نادال رياضي متفردصاحب الانجازات بقلب باريس وهو يفوز ب14 كاس على الارض الصلبة عمل لم يسبقه احد، يتمتع بلياقة بدنية عالية وقد بلغ من العمر 36ربيعاماالسر في هذا التألق ؟ وقد انتزع احترام المتتبعين.ترتكز هذه الرياضة على تفاصيل دقيقة مؤثرة بشكل كبير في الفوز والفشل .لكن المثير في شخصية نادال وقد حرصت على تتبع سلوك هذا الرياضي ولكم ان تعيدوا مشاهدة مراحل تأهله من البداية إلى النهاية . كيف يتحرك في رقعة الملعب في وضعيات محسوبة ومحسومة وردود فعل محددة وبالقوة المطلوبة.لكن المدهش كيف يتعامل مع أدواته الخاصة ومعيناته على المباراة من قنينات ماء التي يضعها بعناية فائقة وترتيب صارم .وكيف يضع المنشفة الخاصة للتخلص من العرق ؟ وكيف يمسح حاجبيه ووجنتيه بحركة تشبه لحد بعيد ماتفعله النحلة وهي تجدد نشاطها .دقة لامتناهية في كل شيء .وانضباط منقطع النظير وصرامة شديدة في التكيف مع أجواء واطوار المباراة وعزيمة فولاذية قهرت شباب في بداية المشوار.
الخلاصة التي وقفت عليها من هذا الحدث الرياضي أن الذكاء في استثمار القوة من خلال التوظيف الأمثل تقهر كل المؤشرات الأخرى مهما كانت مرتفعة . فالرهان عليها يعتبر مغامرة في غياب قراءة مستوعبة لأدق التفاصيل .فعلا استفدت من مقابلة النصف والنهائي على وجه الخصوص من متعة الفرجة إلى ملاحظات دقيقة وجوهرية في سلوكات بطل ينتقل من تفوق إلى آخر . فعلا درس وحالة للتأمل .